النبلاء): " وفيها سار الطاغية هولاكو بن تومي بن جنگيز خان في مائة ألف وافتتح حصن الموت وأباد الإسماعيلية.. ".
بهذه الجملة الموجزة هدم الذهبي كل ما ادعاه ابن تيمية، وأبرزه مفتريا على الناس وأن خير ما نعلق به على تكذيب الذهبي لابن تيمية هو أن نردد: وشهد شاهد من أهله، فالذهبي يحمل نفس الذهنية التي يحملها ابن تيمية، ويتصف بنفس صفاته العصبية، ومع ذلك فقد ندت عن قلمه هذه الشهادة الحاسمة، ذلك أن الحقيقة مهما حاول المحاولون طمسها، لا بد من أن تنكشف بعض الكشف من حيث لا يحس الطامسون...
ولتعرف مدى عصبية هؤلاء القوم فإن الذهبي الذي لا يترك كلمة في معاجم الشتائم إلا وينهال بها على من يتهمهم زورا، إن الذهبي حين يذكر خيانة الملك العادل أبي بكر أخي صلاح الدين الأيوبي وتسليمه مدينة يافا للصليبيين وكذلك مغل اللد والرملة ومصالحته لهم وأن الصليبيين قويت نفوسهم بذلك حين يذكر هذا في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج 22، ص 118) يكتفي بأن يعلق على هذه الخيانة بقوله: فالأمر لله، بعد أن كان قد أغدق عليه من قبل كل وصف جميل.
وكذلك فإنه حين يذكر خيانة الملك الأيوبي الآخر مظفر الدين يونس وانضمامه إلى الصليبيين ومشاركته لهم في قتالهم للمسلمين في وقعة قلنسوة من أعمال نابلس التي قتل فيها ألف مسلم، إن الذهبي هذا يقتصر في تأنيب هذا الأيوبي الخائن على قوله عنه: سامحه الله تعالى (ص 185، ج 23). وإذا كان قال هذه الكلمة فإنه لم يقل حتى مثلها عن الخائن الأيوبي الآخر إسماعيل الذي ذكر هو أنه اعتضد على أقربائه بالفرنج، فسلم القدس للصليبيين فضلا عن طبرية وعسقلان حتى إن الرهبان وضعوا قناني الخمر على الصخرة، وأبطل الأذان بالحرم.
إن هذا كله لم يثر الذهبي ولم يحمله على أن يسئ بكلمة إلى هذا الخائن، وهو الذي ملأ كتابه هذا وكل كتبه بشتم الكرام الشرفاء (انظر 188، ج 23، من كتاب سير أعلام النبلاء).