القتل والعسف والأسر. ولم تلبث قلعة (مهرين) أن سقطت ثم تبعتها قلعة (كمالي). ثم أرسل هولاكو رسالة إلى ناصر الدين المحتشم في قلعة (سرتخت).
ويبدو جليا من النص الذي أورده الهمذاني في جامع التواريخ أن السلاطين والملوك والأمراء والصدور والأعيان المسلمين الذين أشرنا فيما تقدم إلى تلبيتهم نداء هولاكو للانخراط في صفوفه، قد ساروا في ركابه في زحفه هذا وأنهم أخذوا في أداء مهماتهم في معاونة المغول منفذين أوامر هولاكو التنفيذ الكامل. فإن الذي حمل رسالة هولاكو إلى ناصر الدين المحتشم هو الملك شمس الدين كرت، وسنرى فيما يلي أسماء أخرى.
كانت الرسالة تدعو المحتشم للدخول في الطاعة، وكان المحتشم قد شاخ وضعف ورأى تساقط القلاع النزارية من قبل بيد المغول فآثر إجابة الطلب ومضى مع الملك شمس الدين حاملا معه الهدايا والتحف معلنا بذلك استسلامه الشخصي لهولاكو في حين أبقى على القلعة ولم يسلمها، فاعترض هولاكو على ذلك، ولكن ناصر الدين رد قائلا: إن لهم ملكا يدعى خورشاه يأتمرون بأوامره.
وقد تابع هولاكو خط زحفه حتى بلغ حدود (زاوة) و (خواف) ومن هناك وجه قواده لاكتساح الولايات النزارية فلقوا مقاومة عند حدود قهستان تغلبوا عليها أسبوع وانتهت بأسر المقاومين. ثم تقدموا إلى (تون) ونصبوا عليها المجانيق، ثم استولوا عليها وقتلوا جميع سكانها مستثنين أراب الحرف، ثم عادوا إلى معسكر هولاكو يعلنون ظفرهم.
بعد هذه التمهيدات للاحتلال اتجه هولاكو بفيالقه نحو مدينة (طوس)، وتجاوزها موغلا في السير باتجاه القلاع النزارية، وفي الطريق أرسل إلى ركن الدين خورشاه كبير النزاريين وفدا مؤلفا من مغولي هو (بكنيوحورجي) ومسلمين هما ظهير الدين سلار البيتكجي وشاه أمين. فأدى الوفد الرسالة وعاد ملتقيا بهولاكو وقد وصل إلى نواحي القلاع وشرع بهجماته عليها.
وبالرغم من أن النصوص التاريخية لا تعرب عن مضمون الرسالة فلا شك أنها كانت دعوة إلى التسليم وأن خورشاه لم يجب إلى ذلك بدليل أن هولاكو حين