وأهلكوا من فيها، وعاد الدواتدار منهزما " (1).
ثم يتحدث عن تطور الأمور قائلا: " وأرسل هولاكو فخر الدين الدامغاني وابن الجوزي وابن درنوش إلى المدينة ليخرجوا منها سليمان شاه والدواتدار.
وفي يوم الخميس خرج الرجلان، فأعادهما مرة ثانية ليخرجا أتباعهما حتى ينضموا إلى قوات مصر والشام (أي القوات التي أعدها هولاكو لغزو الشام ومصر) وعزم جند بغداد على الخروج معهم، وكانوا خلق لا يحصى مؤملين أن يجدوا الخلاص فقسموهم ألوفا ومئات وعشرات وقتلوهم جميعا ".
وكان فيمن قتل الدواتدار. هذه هي البطولة بنظر الذهبي: يفر الدواتدار وهو قائد الجيش من أول صدام مع العدو ثم لم يصل العدو إلى أطراف بغداد ويقضي شرف الرجال أن يموتوا دفاعا عنها، يركب السفينة ويهرب، وعندما يطلب إليه هولاكو أن يخرج أتباعه لينضموا إلى جيشه التي ستغزو بلاد المسلمين يسرع إلى تلبية طلبه، ويغرر بالخلق الذين لا يحصى عددهم فيخرجون معه فيقتلهم المغول عن آخرهم ويقتلونه معهم ويموت هذه الميتة الذليلة، بدلا من أن يموت في ساحة الوغى على رأس الجيش الذي عهد إليه بقيادته، وبدل أن يموت دفاعا عن بغداد.