الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ١٤٥
وأهلكوا من فيها، وعاد الدواتدار منهزما " (1).
ثم يتحدث عن تطور الأمور قائلا: " وأرسل هولاكو فخر الدين الدامغاني وابن الجوزي وابن درنوش إلى المدينة ليخرجوا منها سليمان شاه والدواتدار.
وفي يوم الخميس خرج الرجلان، فأعادهما مرة ثانية ليخرجا أتباعهما حتى ينضموا إلى قوات مصر والشام (أي القوات التي أعدها هولاكو لغزو الشام ومصر) وعزم جند بغداد على الخروج معهم، وكانوا خلق لا يحصى مؤملين أن يجدوا الخلاص فقسموهم ألوفا ومئات وعشرات وقتلوهم جميعا ".
وكان فيمن قتل الدواتدار. هذه هي البطولة بنظر الذهبي: يفر الدواتدار وهو قائد الجيش من أول صدام مع العدو ثم لم يصل العدو إلى أطراف بغداد ويقضي شرف الرجال أن يموتوا دفاعا عنها، يركب السفينة ويهرب، وعندما يطلب إليه هولاكو أن يخرج أتباعه لينضموا إلى جيشه التي ستغزو بلاد المسلمين يسرع إلى تلبية طلبه، ويغرر بالخلق الذين لا يحصى عددهم فيخرجون معه فيقتلهم المغول عن آخرهم ويقتلونه معهم ويموت هذه الميتة الذليلة، بدلا من أن يموت في ساحة الوغى على رأس الجيش الذي عهد إليه بقيادته، وبدل أن يموت دفاعا عن بغداد.

(1) يقول الدكتور جعفر خصباك في كتابه (العراق في عهد الملوك الايلخانيين) ص 19 - 20، ط 1968 عن الدواتدار هذا ما يلي: كان الخليفة محاطا بعدد غير قليل من المقربين والمستشارين كان أهمهم على ما يبدو كتلة المماليك الشراكسة والأتراك وكانوا يسيطرون على الجيش العراقي ويتمتعون بإقطاعات وموارد مالية ضخمة وقد ختن عدد من أولادهم مع الخلفاء أنفسهم. وكان رئيسهم قبل سقوط بغداد هو أبو الميامن مجاهد الدين أيبك المستنصري الدواتدار الصغير وكان عدوا للوزير مؤيد الدين ابن العلقمي وقد وقف الخليفة إلى جانبه عندما اتهمه الوزير بالعمل على نقل الخلافة إلى الابن الأكبر للخليفة وكان يهون أمر هولاكو عند المستعصم ويمنع إرسال الهدايا الكبيرة التي رأى الوزير إرسالها لصرف الفاتح المغولي عن العراق، ويذكر رشيد الدين فضل الله أنه كان يلتزم الغوغاء والسفلة الذين كانوا يقومون بأعمال السلب والنهب والاعتداء أيام فيضان عام 654 ه‍. وقد كان مجاهد الدين هذا هو قائد جيوش الخليفة وقد خرج للقاء جيوش المغول فلم يحسن التصرف ولم يبد أي كفاية فتحطم الجيش على يديه في الجانب الغربي بالقرب من بغداد.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»