آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٧٩
أولا: دع عنك التهم والشتائم وإصدار الأحكام، وتصنيف من هم أصدق الطوائف الإسلامية ومن هم أكذبها، فإن السنيين والشيعيين فيهم أنواع الناس.. ولكن النواصب لهم حكم خاص ..
ولا تنس أيها الباحث أن ابن تيمية الذي لم ينصف علي بن أبي طالب عليه السلام لا يمكنه أن ينصف شيعته.. وقد دافعت أنت عن علي عليه السلام ورددت ظلم ابن تيمية وإنكاره حديث الغدير (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) فصححت الحديث واعترفت بالحق مشكورا، وكتبت صفحات في ذلك في أحاديثك الصحيحة 5 / 330 برقم 1750، ثم قلت في / 344: (إذا عرفت هذا فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته : أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قد ضعف الشطر الأول من الحديث، وأما الشطر الآخر فزعم أنه كذب! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها، ويدقق النظر فيها. والله المستعان.
أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله قال في علي رضي الله عنه: إنه خليفتي من بعدي، فلا يصح بوجه من الوجوه، بل هو من أباطيلهم الكثيرة التي دل الواقع التاريخي على كذبها، لأنه لو فرض أن النبي قاله لوقع كما قال لأنه ( وحي يوحى) والله سبحانه لا يخلف وعده!!). انتهى.
ونلاحظ أن الشيخ الألباني الذي انتقد (تسرع) إمامه ابن تيمية، تسرع هو أيضا وجعل الإخبار التشريعي إخبارا غيبيا! وشتان ما بينهما.. فلو صح ذلك لانتقض حديثه الذي صححه وأحكمه، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله (من كنت مولاه فعلي مولاه) فهو أيضا (وحي يوحى) فوجب على قوله بأنه إخبار غيبي عما سيقع أن يكون علي وليا لكل المسلمين وسيدا لهم، وأن يكونوا معه كالعبيد كما كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله..
ولكن ذلك لم يتحقق، بل لقد هاجموا بيت علي و فاطمة عليهما السلام في اليوم الثاني لوفاة النبي صلى الله عليه وآله أو الثالث، وهددوا المعتصمين فيه بإحراقه عليهم إن لم يخرجوا ويبايعوا.. ثم أجبروا عليا إجبارا على البيعة كما هو معروف..
فقوله صلى الله عليه وآله: علي خليفتي من بعدي، مثل قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه ، وإذا كان الأول إخبارا عما سيقع، كما ادعى الألباني، فكذلك الثاني، فكيف تحقق عكسه
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»