نفترض بأن مهمات الرسالة قد انتهت بنهاية عمر الرسول صلى الله عليه وآله، وإكمال عملية البلاغ العام.
نعم يمكن أن نقول بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أنهى مهمة التبيين وإقامة الحجة ومهمة التأسيس وإقامة القواعد الاجتماعية ومهمة إيجاد الجماعة الإنسانية التي يمكنها أن تتحمل هذه الأعباء بصورة عامة.
وعندئذ، فلا بد من وجود الإمامة، لتحمل هذه الأعباء الثقيلة الأخرى بعده - كما ذكرنا سابقا - ولكن تحمل هذه الأعباء الثقيلة يحتاج إلى إعداد كامل يتناسب مع طبيعة وحجم هذه الأعباء الضخمة التي سوف يتحملها هؤلاء (الأئمة) بعد النبي صلى الله عليه وآله.
وهنا يمكن أن نقول بأن عملية الأعداد هذه التي يراد إنجازها من أجل تحمل هذه الأعباء، إنما يمكن أن تتم في داخل البيت الرسالي بصورة أفضل وأكمل من إنجازها في خارج البيت الرسالي.
وهذا ما أشار إليه الشهيد الصدر قدس سره في قوله: (فاختيار الوصي كان يتم عادة من بين الأفراد الذين انحدروا من صاحب الرسالة ولم يروا النور إلا في كنفه وفي إطار تربيته، وليس هذا من أجل القرابة بوصفها علاقة مادية تشكل أساسا للتوارث، بل من أجل القرابة بوصفها تشكل عادة الإطار السليم لتربية الوصي وإعداده للقيام بدوره