وجواب كل واحد من هذه الأسئلة نحتاج فيه إلى بيان بعدين:
أحدهما: تفسير هذه الظاهرة، لأن الظواهر الإلهية والإسلامية بصورة عامة ليست ظواهر اعتباطية، أو مجرد قضايا تعبدية، وإنما هي ظواهر لا بد أن يكون وراءها حكمة ومصالح تفسر هذه الظواهر.
والبعد الآخر: هو الاستدلال على ثبوت هذه الظاهرة في الإسلام وهذا الاختصاص بأهل البيت عليهم السلام، وهو بحث تناوله علمائنا في مختلف العصور، عندما كانوا يتناولون عقيدة الإمامة.
وهذا التصور النظري الخاص للاستمرار، من الامتيازات التي اختصت بها مدرسة أهل البيت عليهم السلام على المدارس الأخرى، لأن المدارس الأخرى تدعي أن الرسالة الإسلامية كان استمرارها بطريق أوسع، ولم يكن الاختصاص بأهل البيت عليهم السلام.
هنا نحتاج - أيضا - من الناحية النظرية أن نتبين هذا الموقع الخاص لأهل البيت عليهم السلام في قضية استمرار وإدامة هذه الرسالة.
فأولا: نحتاج بالنسبة إلى النظرية أن نتبين دور الإمامة وضرورتها في الرسالة الخاتمة من أجل ملأ هذا الفراغ ببيان خصوصياته وهو فراغ ضرورة استمرار الرسالة، حيث أريد لهذه الرسالة الخاتمة أن تكون رسالة أبدية تنتهي بعمر البشرية.