أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٧٠٢
بقوله تعالى: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة} (1) وقوله: {هل ينظرون إلا تأويله} (2) وقوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (3) مع أن الاستشهاد في غير محله، لأن كون اللفظة بمعنى الانتظار فيما إذا تعدت بنفسها غير منكر، وإنما البحث فيما إذا كانت متعدية ب‍ " إلى "، فعلى ذلك يجب التركيز في إثبات كونها بمعنى الانتظار على الآيات والأشعار التي استعملت وتعدت ب‍ " إلى " وأريد بها الانتظار.
* * * الثامن: يقع بعض السطحيين في تفسير المقطع الأول من آيات سورة " النجم " في خطأين: خطأ في إثبات الجهة لله سبحانه، وخطأ في إثبات الرؤية للنبي، وإليك الآيات، ثم الإشارة إلى مواضع الاشتباه، أعني قوله سبحانه:
{والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى} (4).
إن الجمل التالية: {علمه شديد القوى} إلى قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} يؤكد على شدة اقتراب النبي من جبرئيل، أي على بعد ما بين القوسين أو

(٧٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 696 697 698 699 700 701 702 703 704 705 706 » »»