المسألة الثالثة: الإمام المنتظر إن الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر عقيدة مشتركة بين جميع المسلمين، إلا من أصمه الله، فكل من كان له إلمام بالحديث يقف على تواتر البشارة عن النبي وآله وأصحابه، بظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجهل والظلم، ونشر أعلام العلم والعدل، وإعلاء كلمة الحق، وإظهار الدين كله، ولو كره المشركون، وهو بإذن الله ينجي العالم من ذل العبودية لغير الله، ويبطل القوانين الكافرة التي سنتها الأهواء، ويقطع أواصر التعصبات القومية والعنصرية، ويميت أسباب العداء والبغضاء التي صارت سببا لاختلاف الأمة واضطراب الكلمة، ومصدرا خطيرا لإيقاد نيران الفتن والمنازعات، ويحقق الله بظهوره وعده الذي وعد به المؤمنين بقوله:
{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم