أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤٠٥
المسألة الرابعة: التقية (مفهومها، غايتها، دليلها، حدها في ضوء الكتاب والسنة) التقية من المفاهيم القرآنية التي وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وفي تلك الآيات إشارات واضحة إلى الموارد التي يلجأ فيها المؤمن إلى استخدام هذا المسلك الشرعي خلال حياته أثناء الظروف العصيبة، ليصون بها نفسه أو من يمت إليه بصلة وعرضه وماله، كما استعملها مؤمن آل فرعون لصيانة الكليم عن القتل والتنكيل (1) ولاذ بها عمار عندما أخذ وأسر وهدد بالقتل (2) إلى غير ذلك من الموارد الواردة في الكتاب والسنة، فمن المحتم علينا أن نتعرف عليها، مفهوما وغاية ودليلا وحدا، حتى نتجنب الإفراط والتفريط في مقام القضاء والتطبيق.
إن التقية، اسم ل‍ " اتقى يتقي " (3) والتاء بدل من الواو، وأصله من الوقاية،

(١) القصص: ٢٠.
(٢) النحل: ١٠٦.
(٣) قال ابن الأثير في النهاية 5: 217، وأصل اتقى: اوتقى فقلبت الواو ياء لكسرة قبلها ثم أبدلت تاء وأدغمت. ومنه حديث علي (عليه السلام): " كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه وآله) "، أي جعلناه وقاية من العدو.
ولاحظ لسان العرب مادة " وقى ".
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»