لاختلاف الأمة وافتراق الكلمة، ويحقق الله سبحانه بظهوره وعده الذي وعد به المؤمنين بقوله:
1 - {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} (1).
2 - {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} (2).
3 - {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} (3).
وتشهد الأمة بعد ظهوره (عليه السلام) عصرا ذهبيا لا يبقى فيه على الأرض بيت إلا ودخلته كلمة الإسلام، ولا تبقى قرية إلا وينادى فيها بشهادة " لا إله إلا الله " بكرة وعشيا.
أقول: لقد تواترت النصوص الصحيحة والأخبار المروية من طريق أهل السنة والشيعة المؤكدة على إمامة أهل البيت (عليه السلام)، والمشيرة صراحة إلى أن عددهم كعدد نقباء بني إسرائيل، وأن آخر هؤلاء الأئمة هو الذي يملأ الأرض - في عهده - عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وأن أحاديث الإمام الثاني عشر الموسوم بالمهدي المنتظر قد رواها جملة من محدثي السنة في صحاحهم المختلفة كأمثال الترمذي (المتوفى عام 297 ه)، وأبي داود (المتوفى عام 275 ه) وغيرهم، حيث