أحاديث فدك في مصادر الفريقين - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٢
أخرجه أبو داود في " السنن " (1 / 459) ح / 2963 حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن يحيى بن فارس المعنى، قالا: حدثنا بشر بن عمر الزهراني، حدثني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال:
أرسل إلي عمر حين تعالى النهار، فجئته فوجدته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله، فقال حين دخلت عليه: يا مال إنه قد دف أهل أبيات من قومك وأني قد أمرت فيهم بشئ فاقسم فيهم قلت: لو أمرت غيري بذلك، فقال: خذه فجاء يرفأ فقال: يا أمير المؤمنين: هل لك في عثمان بن عفان، و عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص؟
قال: نعم، فأذن لهم فدخلوا، ثم جاء يرفأ فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في العباس وعلي؟ قال: نعم فأذن فدخلوا، فقال العباس: يا أمير المؤمنين: إقض بيني وبين هذا يعني عليا فقال بعضهم: أجل يا أمير المؤمنين إقض بينهما وأرحهما، قال مالك بن أوس، خيل إلي أنهما قدما أولئك النفر لذلك فقال عمر: إتئدا، ثم أقبل على أولئك الرهط فقال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله قال: " ولا نورث ما تركنا صدقة " قالوا: نعم، ثم أقبل على علي وعباس عليهما السلام فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمان أن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " فقالا: نعم قال: فإن الله خص رسوله بخاصة لم يخص بها أحدا من الناس فقال الله تعالى " وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء، والله على كل شئ قدير ".
وكان الله أفاء على رسوله بني النضير، فوالله ما استأثر بها عليكم ولا أخذها دونكم، فكان رسول الله يأخذ منها نفقه سنة أو نفقته أو نفقة أهله سنة، ويجعل ما بقي أسوة المال، ثم أقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء و الأرض، هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم، فلما توفي رسول الله قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله فجئت أنت وهذا إلى أبي بكر تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر: قال رسول الله: " لا نورث ما تركنا صدقة " والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق فوليها أبي بكر، فوليتها ما شاء الله أن إليها، فجئت أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد، فسألتمانيها فقلت: إن شئتما أن أدفعها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تلياها بالذي كان رسول الله يليها، فأخذتماها مني على ذلك، ثم جئتماني لأقضي بينكما بغير ذلك، والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»