أحاديث فدك في مصادر الفريقين - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٣٧
أخرجه البخاري في " الجامع الصحيح " (2 / 575) ح / حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني مالك ابن أوس بن حدثان النصيري، أن عمر بن الخطاب دعاه إذ جاءه حاجبه يرفأ قال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟ فقال: نعم. فأدخلهم فلبث قليلا، ثم جاء فقال: هل لك في عباس وعلي عليهما السلام يستأذنان؟ قال: نعم. فلما دخلا قال عباس: يا عمر! إقض بيني وبين هذا وهما يختصمان في التي أفاء الله على رسوله من بني النضير فاستب علي وعباس، فقال الرهط: يا أمير المؤمنين! إقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر، فقال عمر: اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة؟ يريد بذلك نفسه قالوا: قد قال ذلك، فأقبل عمر على علي وعباس عليهما السلام فقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله قد قال ذلك؟ قالا: نعم. قال:
فإني أحدثكم عن هذا الأمر أن الله قد كان خص رسوله في هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره فقال جل ذكره:
وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب " فكانت هذه خالصة لرسول الله ثم والله! ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها فكان رسول الله ينفقه على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل ذلك رسول الله حياته ثم توفي النبي فقال أبو بكر: فأنا ولي رسول الله فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل به رسول الله وأنتم حينئذ، وأقبل على علي وعباس وقال " تذاكران إنا أبا بكر فيه كما تقولان " والله يعلم أنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي الله أبا بكر فقلت: أنا ولي رسول الله وأبي بكر فقبضته - سنتين من إمارتي أعمل فيه بما عمل فيه رسول الله وأبو بكر، والله يعلم أني فيه صادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني كلامكما وكلماتكما واحدة وأمركما جميع، فجئتني يعني عباسا فقلت لكما إن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " فلما بدا لي أن أرفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه إليكما قلت: إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله وأبو بكر وما عملت فيه منذ وليت وإلا فلا تكلماني.
فقلت ما أدفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك، فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتها عنه فادفعا إلي فأنا أكفيكماه.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»