أحاديث فدك في مصادر الفريقين - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٠
أخرجه مسلم في " الجامع الصحيح " (2 / 91) وحدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزهري، أن مالك بن أوس حدثه قال: أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار قال: فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله متكئا على وسادة من أدم، فقال لي: يا مال أنه قد دف أهل أبيات من قومك، وقد أمررت فيهم برضخ، فخذه فاقسمه بينهم قال: قلت:
لو أمرت بهذا غيري؟ قال: فذه يا مال! فجاء يرفا فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال عمر:
نعم فأذن لهم فدخلوا، ثم جاء فقال: هل لك في عباس وعلي؟ قال:
نعم. فأذن لهما فقال عباس: يا أمير المؤمنين: إقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم، الغادر الخائن - فقال القوم: أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم فقال عمر: إتئدا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء و والأرض: أتعلمون أن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " قالوا: نعم، ثم أقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمان أن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " قالا: نعم، فقال عمر: أن الله جل وعز كان خص رسوله بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره قال: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول، وما أدري هل قراء الآية التي قبلها أم لا قال: فقسم رسول الله بينكم أموال بني النضير، فوالله! ما استأثر عليكم، ولا أخذها دونكم، حتى بقي هذا المال، فكان رسول الله يأخذ منه نفقة سنة، ثم يجعل ما بقي أسوة المال، ثم قال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمون ذلك؟ قالوا: نعم.
ثم نشد عباسا وعليا عليهما السلام بمثل ما نشد به القوم أتعلمون ذلك؟
قالا: نعم. قال: فلما توفي رسول الله قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر: قال رسول الله " ما نورث ما تركنا صدقة " " فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا ".
والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفي أبو بكر.
وأنا ولي رسول الله وولي أبي بكر، " فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا " والله يعلم أني لصادق بار راشد تابع للحق، فوليتها، ثم جئتني أنت وهذا وأنهما جميع، وأمركما واحد، فقلتما: ادفعها إلينا، فقلت: إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله فأخذتموها بذلك، قال: أكذلك؟ قالا: نعم. قال: ثم جئتماني لأقضي بينكما، ولا، والله، لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما فرداها إلي.
(1) إقض بيني وبين هذا الكاذب ألا ثم الغادر الخائن قال المازري: هذا اللفظ الذي وقع لا يليق ظاهره بالعباس وحاش لعلي عليهما السلام أن يكون فيه بعض هذه الأوصاف فضلا عن كلها.
وإذا انسدت طرق تأويلها نسبنا الكذب إلى رواتها.. إنتهى.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»