ثم أقول: لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام من هذه الأخبار، لما استفاضت به الأخبار من الأمر بإظهار شعائر الأحزان. ويؤيده ما رواه شيخنا المجلسي قدس سره عن البرقي في كتاب المحاسن أنه روى عن عمر بن زين العابدين عليه السلام أنه قال: لما قتل جدي الحسين المظلوم الشهيد لبس نساء بني هاشم في مأتمة ثياب السواد، ولم يغيرنها في حر أو برد. وكان الإمام زين العابدين يصنع لهن الطعام في المأتم). انتهى.
(وقال الحر العاملي في وسائل الشيعة: 2 / 357: (عن الحسن بن ظريف بن ناصح، عن أبيه، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن علي بن الحسين قال: لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين عليه السلام عمل لهن الطعام للمأتم.
(وفي بحار الأنوار: 45 / 195: (وفي رواية أخرى... قال: فلما أصبح استدعى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهن أيما أحب إليكن: المقام عندي أو الرجوع إلى المدينة ولكم الجائزة السنية؟
قالوا: نحب أولا أن ننوح على الحسين، قال: افعلوا ما بدا لكم، ثم أخليت لهن الحجر والبيوت في دمشق، ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا ولبست السواد على الحسين، وندبوه