زال من مظاهر الحزن على أهل البيت النبوي عليهم السلام من صدر الإسلام إلى يومنا هذا.
فالأخبار الواردة عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، في النهي عن لبس السواد لو تمت، فهي غير ناظرة إلى لبس السواد حزنا على الحسين عليه السلام، بل ناظرة إلى التشبه بجبابرة بني العباس، الذين اتخذوا السواد لباسا رسميا لهم وأجبروا المسلمين عليه!!
فمن الثابت تاريخيا أن العباسيين جعلوا شعارهم في حركتهم الرايات السود، لكي يطبقوا عليهم أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في المهدي عليه السلام والرايات السود التي تمهد له من المشرق! ثم ألبسوا أنصارهم الثياب السود، وعللوه بأنه حزن على شهداء كربلاء وغيرهم من شهداء أهل البيت عليهم السلام ولذلك عرفوا باسم (المسودة) وبعد سيطرتهم ألزموا أعضاء دولتهم بلبس السواد، ثم ألزموا بذلك عامة الناس، ومنه لبس قلانس سوداء طويلة!!.. الخ.
فالروايات الناهية عن لبس السواد ناظرة إلى التشبه بهم. ولا تشمل لبس السواد حزنا على الإمام الحسين عليه السلام.
(قال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة: 7 / 116: (ومنها: أنه يكره الصلاة في الثياب السود، عدا العمامة والخف والكساء، وهو ثوب من صوف ومنه العباء، كذا نقل عن الجوهري...