الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٤٣
بما رأيت.
وبالنتيجة قبض بنو عباس على الخلافة باسم أهل البيت 2، وأبدوا عنايتهم ورعايتهم للعلويين في بداية أمرهم قضوا على الأمويين وأبادوهم ابادة كاملة، وذلك انتقاما لشهداء العلويين، ونبشوا قبور خلفاء بني أمية، وأخرجوا منها الأجساد، وعرضوها على النيران 3، ولم تمض فترة حتى اتخذوا سيرة بني أمية نهجا لهم، ولم يتوانوا عن القيام بأية اعمال بشعة منافية للشريعة، فظلموا وجاروا على الناس.
سجن أبو حنيفة وهو أحد رؤساء المذاهب الأربعة، في زمن المنصور 4، ولاقى أنواع التعذيب، وضرب أبو حنبل أحد رؤساء المذاهب الأربعة، بالسياط 5 وقضى على الامام السادس للشيعة الإمامية بالسم 6، بعد الأذى والتعذيب. وكان يقدم العلويون جماعات لضرب أعناقهم، أو ان يدفنوا وهم احياء، أو ان يوضعوا أحياء في الجدران، وأسس الأبنية الحكومية.
واما هارون الرشيد الخليفة العباسي، فقد توسعت في زمنه الإمبراطورية الاسلامية، وكان ينظر أحيانا الشمس مخاطبا إياها بقوله: اشرقي في أي مكان شئت فإنك لم تشرقي خارج ملكي.
فمن جهة كان جيش الخليفة يحارب ويتقدم في أقصى الشرق والغرب في العالم، من جهة أخرى يشاهد على جسر بغداد والذي لا يبعد عن قصره سوى خطوات، الجباة يأخذون من المارة حق العبور دون علم الخليفة واذنه،

1) اليعقوبي ج 3: 86 / مروج الذهب 3: 268.
2) اليعقوبي ج 3: 86 / مروج الذهب ج 3: 270.
3) اليعقوبي ج 3: 91 - 96 / أبي الفداء ج 1: 212.
4) تاريخ أبي الفداء ج 2: 6.
5) اليعقوبي ج 3: 198. / أبي الفداء ج 2: 33.
6) كتاب البحار ج 212 حياة الإمام الصادق (ع).
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»