الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٤١
واهتموا بأخذ الحديث والمعارف الاسلامية منه 1.
وفي أواخر القرن الأول الهجري، قام جماعة من الامراء، بإنشاء مدينة قم في إيران 2، وقد أسكنوا فيها الشيعة، ولكن الشيعة حسب أوامر أئمتهم كانوا يعيشون دون تظاهر بعقيدتهم، التزاما بمبدأ التقية، وطالما نهض رجال من السادة العلويين أثر كثرة الضغوط التي كانت تظهر من قبل الحكام الجائرين، ولكن قيامهم هذا كان نتيجة الفشل والقتل، وقدموا في سبيل عقيدتهم ونهضتهم هذه المزيد من النفوس ولم تبال الحكومة بابادتهم والقضاء عليهم.
أخرجوا جثمان زيد زعيم الشيعة الزيدية من قبره، وصلبوه لمدة ثلاث سنين، ومن ثم أحرقوه، وذروا رمادة في الهواء 3، حتى أن أكثرية الشيعة تعتقد ان مقتل الامام الرابع والخامس قد تم على أيدي بني أمية 4، وذلك بدس السم إليهما، وكذا وفاة الامام الثاني والثالث كان على أيديهم.
ان الفجائع التي ارتكبها الأمويون كانت إلى حد مما جعلت أكثرية أهل السنة مع اعتقادها بالخلفاء عامة وانهم مفروضو الطاعة، جعلتهم ان يقسموا الخلفاء إلى قسمين:
الخلفاء الراشدين، وهم الخلفاء الأربعة الأوائل بعد وفاة الرسول الكريم (ص) وهم (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي) والخلفاء غير الراشدين أولهم معاوية.
والأمويون طوال حكومتهم، وعلى أثر ظلمهم وجورهم، أثاروا سخط الأمة وغضبها إلى أبعد الحدود، وبعد سقوط دولتهم ومقتل آخر خليفة لهم، فر ولدا الخليفة مع جمع من العائلة الأموية من دار الخلافة ولم يجدوا في أي

1) يراجع مبحث معرفة الامام في هذا الكتاب.
2) معجم البلدان كلمة (قم).
3) مروج الذهب ج 3: 217 - 219 / اليعقوبي ج 3: 66.
4) كتاب البحار ج 12 وسائر المصادر الشيعية.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»