الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٣٢
رجع إلى الشام يطالب بدم عثمان 1.
وبعد ان استشهد الإمام علي (ع)، تناسى معاوية قتلة الخليفة، ولم يعاقبهم. وبعد حرب صفين اندلعت نار حرب النهروان فثار جمع من الناس وفيهم بعض الصحابة بايعاز من معاوية ممن كان في حرب صفين، فثاروا على علي (ع)، فرحلوا إلى البلدان الاسلامية، فقتلوا كل من كان يدافع عن علي (ع) ففتكوا بالنساء الحوامل، مثلوا بهن وبأجنتهن 2.
والإمام علي (ع) قد أخمد هذه الغائلة، ولكن بعد فترة استشهد في مسجد الكوفة أثناء الصلاة على يد الخوارج.

١) فكتب إلى معاوية يسأل تعجيل القدوم عليه، فتوجه إليه في اثني عشر ألفا، ثم قال: كونوا بمكانكم في أوائل الشام، حتى آتي أمير المؤمنين لأعرف صحة امره، فأتى عثمان، فسأله عن المدة فقال: قد قدمت لأعرف رأيك وأعود إليهم فأجيئك بهم. قال: لا والله. ولكنك أردت ان اقتل فتقول: انا ولي الثأر، ارجع، فجئني بالناس! فرجع، فلم يعد إليه حتى قتل. تاريخ اليعقوبي ج ٢: ١٥٢ / مروج الذهب ج 3: 25 / الطبري ص 402.
2) مروج الذهب ج 2: 415.
6. ما حصلت عليه الشيعة طوال خلافة الإمام علي (ع) في خمس سنوات الإمام علي (ع) طوال خلافته الأربع سنوات وتسعة أشهر، وان لم يوفق من إعادة الأوضاع المضطربة إلى حالتها الطبيعية، الا انه قد وفق من ثلاث جهات أساسية:
1) استطاع ان يظهر شخصية النبي الكريم (ص) المضيئة بسيرته العادلة للناس، وخاصة الشباب، فقد كان يواسي أفقر الناس في عيشه، امام تلك العظمة التي كان يتصف بها معاوية، إذ كان لا يقل عن كسرى وقيصر،
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»