الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢٤
4. الطريقة السياسية للخلافة الانتخابية، ومخالفتها للفكر الشيعي كان الشيعة يعتقدون ان شريعة الاسلام السماوية التي قد تعينت مضامينها في كتاب الله وسنة نبيه (ص) ستبقى خالدة إلى يوم القيامة دون ان يصيبها تغيير أو تحريف 1.
والحكومة الاسلامية لا يحق لها بأي عذر ان تتهاون في اجراء الاحكام اجراء كاملا.
فواجب الحكومة الاسلامية هو ان تتخذ الشورى في نطاق الشريعة ووفقا للمصلحة آنذاك، ما يجب اتخاذه من قرارات، ولكن ما حدث من واقعة البيعة السياسية، وكذا حادث الدواة والقرطاس، والذي حدث في أخريات أيام مرض النبي الأكرم (ص) لدليل واضح على أن المدافعين عن الخلافة الانتخابية كانوا يعتقدون ان كتاب الله وحده يجب ان يحفظ ويحتفظ به كقانون، اما السنة وأقوال النبي الكريم (ص) فليس لها ذلك الاعتبار، وهم على اعتقاد ان الحكومة الاسلامية تستطيع ان تضع السنة جانبا إذا اقتضت المصلحة ذلك.
وهذه العقيدة تؤيدها الكثير من الروايات التي نقلت في خصوص الصحابة بعدئذ (الصحابة ذو اجتهاد، فإذا ما أصابوا في اجتهادهم فإنهم

1) قوله تعالى في كتابه العزيز: (وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)، سورة حم السجدة الآية 42.
ويقول في سورة يوسف (ان الحكم الا الله) أي ان الشريعة هي شريعة الله والتي تصل إلى الناس عن طريق النبوة، إذ يقول (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) الأحزاب الآية 40 وهو القائل أيضا (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) سورة المائدة الآية 44.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»