خاطبني وبشرني بإكرامي وقبولي في زمن اليأس، وقال: يحمدك الله في عرشه " وغير ذلك من التفاهات (1).
ولما رأى أن الحملة عليه شعواء، وأن الأقلام قد أوقفت على محاربته ودحض شبهاته ومزاعمه، وكشف أمره وحقيقته، وإعلان خروجه عن الإسلام، أعلن تمسكه بالشريعة الإسلامية والقرآن والسنة، وأن نبوته ظلية - حسب تعبيره - وهي انعكاس لنبوة الرسول، لاعتقاده بالحلول والتناسخ ووحدة الوجود (2)، فهو يرى أن مراتب الوجود دائرة تضم الله والأنبياء والبشر، فالله يحل في الأنبياء، وبدوران الوجود داخل النبوة تنتقل الروح من فرد لآخر لا فرق بين سابق ولاحق، ويكون الأنبياء نبيا واحدا، وباتصال أطراف هذا الوجود بعضها بالبعض الآخر يكون الأنبياء جزءا منها، والانسان، جزءا آخر من هذه الوحدة التي تضم ملكوت السماء والأرض، فكمالات الأنبياء المتفرقة قد تجمعت في شخص النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وانعكست ظليا فيه.