القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٤
وقد استفاد من إيمانه ببعض النظريات الفلسفية التي آمن بها، في زعمه الغوص في ذات الله والبروز عنه إلى الأرض، والانتهال من علوم الغيب وأسرار الكون، وغير ذلك من المزاعم الكاذبة والادعاءات الباطلة.
بنى مدرسة لأبناء نحلته في " قاديان " لئلا يشرف على تعليمهم وتربيتهم غير القاديانيين، كما بنى لهم مسجدا خاصا للصلاة، لكن أقاربه المخالفين له في الرأي بنوا جدارا جعل أشياعه لا يتمكنون من الوصول إلى المسجد إلا بعد أن يمشوا مسافة طويلة، فرفع عليهم دعوى في المحكمة وقضى حكم الانكليز بإزالة الجدار، وأصدر قانونا يقضي بألا يزوج القاديانيون بناتهم لمن لم يصدق بنبوته، وأكثر من التطاول على المسلمين وشتمهم سواء في ذلك من عارضه أو سالمه، لأنه كان يقول بكفر من لم يؤمن برسالته ويتبعه.
وفي سنة 1323 ه‍ = 1905 م زعم أنه أوحي إليه بأن أجله قد قرب وألف كتاب " الوصاية " إلا أنه عاش بعد ذلك... وفي السنة نفسها زعم أنه أوحي إليه إنشاء مقبرة خاصة في " قاديان " وفرض على من يريد الدفن فيها أن يهب لخزينة " القاديانية " ربع ماله، وبناها وقدمت له المبالغ، ومنذ ذلك التاريخ فرض على كل قادياني أن يقدم إلى خزينتهم الدينية ربع ماله واستمر إلى الآن.
وفاته:
أصيب بالهيضة الوبائية وهو في لاهور، ومات سنة 1326 ه‍ = الساعة العاشرة والنصف صباحا يوم (26) مارس سنة 1908 م ونقلت جثته إلى قاديان التي تبعد عن لاهور ستين ميلا، ودفن في المقبرة التي سماها " بهشتي مقبرة " = " مقبرة الجنة " وكتب على قبره " ميرزا غلام أحمد الموعود " وأنزله أتباعه منزلة الأنبياء واتخذوا قبره بمثابة ضريح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصرحوا بأن زيارته تعدل زيارة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: " إن الله بارك ثلاثة أمكنة وجعلها مقدسة وهي مكة والمدينة وقاديان حيث تلوح تجلياته سبحانه ".
وكان قد ضاقت به الدنيا لشدة مقاومة " المولوي ثناء الله " له فكتب له دعاء جاء في آخره: " يا مرسلي إني أدعوك بحظيرة القدس أن تفصل بيني وبين
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست