القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٨
أحرار الهند من المسلمين والهنادك بثورة عارمة، فألحقوا بالانكليز خسائر فادحة في الأرواح، لكن الانكليز انتصروا على الثورة وفعلوا بالثوار مالا يتصوره العقل من وحشية وجرائم أدت إلى براءة الكثير من عقلائهم مما حصل.
وتحمل المسلمون العبء الأكبر من الاضطهاد قبل الثورة، ومن التنكيل والانتقام بعدها ما لم يتحمله غيرهم، ونصبت لهم المشانق في شوارع " دلهي " وأعدموا ثلاثة آلاف، رجل، ودخلوا مسجدها بخيولهم، وكلما وجدوا رجلا طويل اللحية ظنوه مسلما فقتلوه، وكانوا يشدون البعض على أفواه المدافع ويطلقون قذائفها فتتناثر أجزاؤهم في الفضاء كما كتبه الضابط الانكليزي " روبرت " في رسالة إلى أمه، وبلغ عدد قتلاهم في " دلهي " وحدها سبعة وعشرين ألفا، وكتب " ونكلسون " إلى " أدوارد ": " علينا أن نسن قانونا يبيح لنا إحراق الثوار وسلخ جلودهم وهم أحياء، لأن نار الانتقام التي تأججت في صدورنا لا تخمد بالشنق وحده "، وقد فعلوا ذلك أيضا، فقد كتب المستر " دي لين " مدير جريدة " تايمز إن إنديا ": أن المسلمين كانوا يخاطون بجلود الخنازير ثم يدلكون بشحومها وتخاط عليهم ويحرقون وهو أحياء "، وكتب مثل ذلك المستر " گربر " المشرف على القوات الانكليزية في شمال الهند، وكتب " ونكلسون " و " لورنس " و " مونتجمري " فضائح أخرى.
وفي سنة 1275 ه‍ = أول تشرين الثاني سنة 1858 م أصدرت الملكة " فكتوريا " قرارا بنقل حكم الهند من يد الشركة إلى يد الحكومة البريطانية، وعينت " لورد كايينتج " أول حاكم عام من قبلها، وبذلك انتهى الحكم الاسلامي في الهند رسميا بعد أن استمر ثمانية قرون ونصفا، وظل الانكليز يحكمون الهند إلى أن ادعوا الخروج منها على أثر شطرها عام 1367 ه‍ = 1947 م، حيث أعلن استقلال الباكستان في 14 آب وتشكيل الحكومة الهندية في 15 منه (1)

(1) الثورة الهندية / 359 وما بعدها، وتاريخ البنجاب 2 / 581، وحكومت خود اختياري / 32، ونقش حياة 2 / 47، ومحاكمة بهادر شاه، ودهلي كي سندا، وماضي العلماء المجيد، وتبصرة التواريخ، وغيرها من المصادر العربية والفارسية والهندية والأجنبية المترجمة. ولعلماء وأدباء الهند عدة مؤلفات عن عهد الانكليز في الهند نظما ونثرا ذكرها صاحب " الثقافة الإسلامية في الهند / 69 - 70.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست