القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٦
النيرة والبصائر النافذة التي بهرت البشرية في مختلف مجالات الحياة القديمة والحديثة، نراها قد ضمت - وتضم حتى اليوم - العقول المتعفنة، والديانات السخيفة، والمعتقدات الخرافية التي يترفع عنها الإنسان، ويعافها كل ذي ذوق وعاطفة ووجدان، كالبرهمية، والجايناسية، والبوذية والباربسيسية، والسيخية، والمهدوية، والدنيا إلهية، والاغاخانية، والقاديانية، والنيجرية وأمثالها من الأساطير التي تهبط بالانسان من عليائه إلى أسفل دركات الجهل، والضلالة، والغواية والضحالة، فكيف يرضى الإنسان لنفسه أن يعبد البقرة كرب، ويتبرك ببولها فيلوث به جبهته التي هي أشرف مكان في جسمه...؟ وكيف يطيق حرق المرأة حية مع زوجها إذا مات...؟ فأي شريعة سمجة سنت تلك القوانين؟!
وأي بشر يدين بها؟!
وأتذكر أني قرأت كتابا لبعض أدباء مصر عن " الاغاخانية " نسيت اسمه واسم مؤلفه، وقد ذكر فيه أن صلته ب‍ " أغاخان " قد توثقت حتى صار يفضي إليه بكل كبيرة وصغيرة من أصول ديانة أتباعه، ويجيبه عن كل سؤال يطرحه عليه، وأنه قال له يوما: أريد أن أسألك عن أمر تهمني معرفته لكنني أخشى أن يغيظك، فوعده بأن لا يغضب مهما كان سؤاله، فقال له: كيف ترضى لأتباعك أن يعبدوك كرب مع ثقافتك العالية وتضلعك في المعرفة؟ فأرخى ربطة عنقه وضحك طويلا وقال: هذا السؤال الذي خفت أن يغيظني؟ قال: نعم، فقال له: أأنا أفضل أم البقرة؟؟ إن هؤلاء الهنود رضوا بالبقرة ربا فعبدوها وأنا أفضل منها بدون شك!!
وإن الإنسان يأسف حقا أن يرى في بني جنسه من هو بهذه الدرجة من الغباء بالنسبة للعابد، ومن الدجل والشعوذة بالنسبة للمعبود!!
لقد ملكت الأسرة التيمورية المغولية بلاد الهند زمنا طويلا، فقد ظهر تيمورلنك التتري وملك الهند في أيام السلطان بايزيد بن مراد الأول آل عثمان
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست