القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٠
يحيى الهاشمي رئيس جمعية الأبحاث العلمية في حلب، ومؤلف كتاب " الإمام الصادق ملهم الكيمياء " تحدث فيه عن ترجمة القرآن باللغة الألمانية، وذكر أن الدكتور " أو توبو خنيگر " - الذي زار الشرق وتغلغل في قلبه وألقى محاضرات عنه - قد نبهه على التحريف والتشويه الذي ضمته الترجمة، مما يدعم دعوة القاديانية إلى المسيح المزعوم " أحمد " ويخالف المعتقدات الإسلامية، ويضر بتفاهم الأمم والشعوب مع بعضها بعضا، ولا يوقظ روح المودة والإخاء في الأوساط المسيحية. وقد حمل الدكتور الهاشمي الغيارى من المسلمين عبء المسؤولية عن إخراج ترجمة صحيحة للقرآن، تتسم بالضبط والدقة وتظهر حقيقة الإسلام الذي سئ فهمه في الغرب.
وقد فكرت في الموضوع طويلا، وعجبت لسكوت علماء المسلمين عن هذه الزمر الضالة المضلة التي ابتلي الإسلام بها يوم راحت تنطق باسمه، وتزور حقيقته، وتلبسه غير ثوبه، وتدخل فيه ما ليس منه... وقررت أن أكتب ردا على القاديانية، فأكشف زيفها للملأ، وأعلن عن بطلانها من أساسها، وأنها ليست من الإسلام في شئ مطلقا، فما زلنا لا نحسن اللغات الأجنبية لنقف على تراجم القرآن ونرد على الزيف والبهتان، فلنرد على أصحاب الدعاوي الباطلة والمذاهب المستحدثة، وذلك أضعف الإيمان.
وهكذا قررت بالرغم من كثرة أعمالي وتعدد المواضيع التي كنت مشغولا بإعدادها وإخراجها، وبدأت أجمع المصادر، ولكنني كنت - في قرارة نفسي - أتمنى أن يقوم بهذا العمل غيري لينصرف إليه بكله، ويفرغ له جهده، ويعطي البحث حقه، ويشبعه تحقيقا وتمحيصا... ولما كانت النية خالصة فقد حقق الله تلك الأمنية، إذ تلقيت هدية من العلامة الكبير الشيخ سليمان ظاهر النباطي، وهي الجزء الأول من ديوان شعره " الإلهيات " وقرأت في ثبت مؤلفاته المخطوطة المنشور على الغلاف " الرد على القاديانية ".
وكانت فرحتي بذلك كبيرة لأن صديقنا المرحوم ظاهر من كبار العلماء والأدباء، ولا شك في أن ما يكتبه هو الغاية في بابه، وهو فصل الخطاب، وقر رأيي على نشر كتابه، فكتبت إليه أطلب منه إرساله إلي لأتولى نشره، فأجابني
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 5 6 7 9 10 11 12 13 15 16 ... » »»
الفهرست