الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ١٨
أن كلما يقول ويأمر به النبي (ص) هو عن أمر الله عز وجل، والنبي (ص) قد قال بإمامة صاحب الزمان وأخبر عنه، وأمر بإطاعته، كما وصل إلينا من الأخبار الكثيرة، والروايات الجمة المتواترة، من أوثق مصادرها، فلو لم يكن نصبه من الله عز وجل قد نصب المهدي بن الحسن (ع) إماما لنا، وهو صاحب زماننا عجل الله فرجه.
والثانية: ما يجب على الإمام، وهو تحمله للإمامة وقبوله لها، وهذا قد فعله الإمام صاحب الزمان (ع)، كما يظهر من الروايات الكثيرة التي فيها ذكر الذين وصلوا إلى خدمته، في زمان غيبته الصغرى (*).
والثالثة: ما يجب على الرعية، وهو مساعدته، والنصرة له، وقبول أوامره وامتثال قوله، ومن المعلوم أن الرعية لم تكن تساعده وتنصره، وتقبل أوامره، كما لم تفعل مع أئمتنا الذين مضوا قبل هذا الإمام، فغيبته وحضوره من هذا الجهة سواء (* *).
وبهذا يندفع بالكلية ما أشكل به بقوله، فنقول: وأي فائدة في إمام مختف عاجز لا يقدر على رفع الظلم؟
مع أن هذا الإشكال بزعم هذا الفاضل يجري في الله تبارك وتعالى عن ذلك أيضا

* ولذلك عين خلفاء واحدا بعد الآخر وهم عثمان بن سعيد العمري، وابنه محمد بن عثمان، وأبو القاسم الحسين بن روح، وعلي بن محمد الصمري، ليكونوا الواسطة بينه وبين الشيعة، والأبواب إليه، وكان (ع) يجيب على الأسئلة على أيديهم، ويبلغون الأحكام عنه إلى الشيعة هذا في الغيبة الصغرى وأما في الكبرى فقد أرجع الشيعة إلى فقهاء الطائفة وأمرهم بأخذ الأحكام منهم والانقياد له باعتبارهم خلفائه عليهم.
كل هذا مع ما أشار إليه المؤلف دليل على تحمله للإمامة، وقبوله للقيام بأعبائها (* *) قال المحقق الطوسي نصير الملة والدين رضي الله عنه: (وجوده لطف وتصرفه لطف آخر، وعدمه منا) التجريد ص 285 بشرح العلامة
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»