متعة الحج قد أسندت ذلك إلى الكتاب وفعل النبي صلى الله عليه وآله كالروايات الثلاث المتقدمة عن أبي موسى واعتضدت بالروايات المتقدمة عن أبي ذر أنها كانت للصحابة خاصة وبغيرها مع أن الروايات التي أشرتم إليها في تحريم متعة النساء متهافتة متناقضة لا تصلح أن تكون مستندا لنسخ مثل هذا الحكم الثابت بالكتاب والسنة القطعيين كما بيناه عند نقلها. (فإن قالوا) إن نهيه عن متعة الحج قد رده عليه جماعة من الصحابة كما مر عن عمران بن حصين وسعد بن أبي وقاص بل وجابر وابن عباس وردوه أيضا على عثمان ومعاوية " ففي " سنن النسائي الصغرى بسنده أن عثمان سمع عليا يلبي بعمرة وحجة فقال ألم تكن تنهى عن هذا قال بلى ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلبي بهما جميعا فلم أدع قول رسول الله صلى الله عليه وله لقولك " وفي " سنن النسائي أيضا بسنده أن عثمان نهى عن المتعة وأن يجمع الرجل بين الحج والعمرة فقال علي لبيك بحج وعمرة معا فقال عثمان أتفعلها وأنا أنهى عنها فقال علي لم أكن لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأحد من الناس. " ورواه " النسائي أيضا بسند آخر مثله " وفي " سنن النسائي أيضا عمن سمع سعيد ين المسيب يقول حج علي وعثمان فلما كنا ببعض الطريق نهى عثمان عن التمتع فقال علي إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحلوا فلبى علي وأصحابه بالعمرة فلم ينههم عثمان فقال
(١٤١)