مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٩
خلقك عليه صلواتك وبركاتك) وعده.
اللهم أيده بنصرك، وانصر عبدك، وقو أصحابه وصبرهم، وافتح لهم من لدنك سلطانا نصيرا، وعجل فرجه، وأمكنه من أعدائك، وأعداء رسولك، يا أرحم الراحمين.
قال: أليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك؟ قال: دعوت لنور آل محمد، وسابقهم، والمنتقم بأمر الله من أعدائهم.
قلت: متى يكون خروجه جعلني الله فداك؟ قال (عليه السلام) إذا شاء من له الخلق والأمر.
قلت: فله علامة قبل ذلك؟ قال (عليه السلام) نعم علامات شتى قلت: مثل ماذا قال: خروج راية من المشرق، وراية من المغرب، وفتنة تضل أهل الزوراء، وخروج رجل من ولد عمي زيد باليمن، وانتهاب ستارة البيت ويفعل الله ما يشاء انتهى.
قال العلامة المجلسي (رضي الله عنه) في البحار (1) ومصباح الشيخ والبلد الأمين، وجنة الأمان، والاختيار: مما يختص عقيب الظهر: يا سامع كل صوت، إلى آخر الدعاء وفي الجميع، (يا) مكان (أي) في المواضع كلها. انتهى كلامه رفع في الخلد مقامه.
أقول: سند الحديث وإن كان ضعيفا بحسب الاصطلاح لكن لا بأس به بمقتضى قاعدة التسامح، المقررة المثبتة في أصول الفقه، ولذلك عول عليه مشايخ علمائنا الذين عرفت أسماءهم الشريفة، رحمهم الله تعالى.
وكيف كان، فيستفاد منه ومن الدعاء المذكور أمور:
الأول: استحباب الدعاء في حق الحجة (عليه السلام)، ومسألة تعجيل فرجه بعد صلاة الظهر.
الثاني: استحباب رفع اليدين حال الدعاء له (عليه السلام).
الثالث: استحباب الاستشفاع بهم، والمسألة بحقهم، قبل طلب الحاجة.
الرابع: استحباب تقديم التحميد والثناء على الله عز وجل.
الخامس: استحباب تقديم الصلاة على محمد وآله (عليهم السلام) على طلب الحاجة.
السادس: تطهير النفس من الذنوب بالاستغفار ونحوه ليكون نقيا مستعدا للإجابة يدل على ذلك طلبه المغفرة وفكاك الرقبة من النار.
وأما توجيه طلبهم (عليهم السلام) ذلك، مع أنهم مطهرون معصومون إجماعا، وعقلا ونقلا، فقد قيل

1 - البحار: 86 / 63 باب 39 ذيل 1.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»