قد ذاب من الفراق لحمي ودمي * واشتد من الشوق إليكم ألمي كم أشرب غصتي بدمعي ودمي * كم أصبر يا ليت وجودي عدمي ومما وقع في روعي في بعض هذه الأسحار وجرى على لساني مخاطبا لصاحب الدار، والمنتظر الغائب عن الأبصار، في ذكر شدة ألم الهجر هذه الأشعار:
من هجرك يا حبيب قلبي قد ذاب * انظر نظرا إلي يا بن الأطياب إن غبت لذنبنا فتبنا تبنا * أو خفت من العدى فما للأحباب الجور فشا على المحبين فقم * يا منتقما بأمر رب الأرباب حرف الياء المثناة: يده (عليه السلام) علينا أي نعمته وتطلق اليد على النعمة كثيرا.
قال الشاعر:
ولن أذكر النعمان إلا بصالح * فإن له عندي يدي وأنعما ويدي على وزن أمير، جمع يد كعبيد جمع عبد، كما نص عليه الشيخ الطبرسي (ره) في مجمع البيان.
ولما كانت النعم قاطبة إنما تصل إلينا ببركة وجود مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) لزمنا شكر وجوده بالدعاء له وما شاكله لأن شكر الواسطة في النعمة لازم كشكر صاحبها كما نطقت به الروايات وقد قدمنا ما يدل على المقصود في الباب الثالث من الكتاب وفي حرف النون من هذا الباب ويأتي في الباب الخامس مزيد بيان إن شاء الله تعالى شأنه.
- ومما يناسب هذا المقام ما روي في الخرائج والبحار (1) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد، فجمع به عقولهم، وأكمل به أخلاقهم.
قال بعض العلماء رضوان الله عليه: المراد وضع جارحته الخاصة بنحو المعجزة على رؤوس جميع العباد.
أقول: يحتمل أن يكون المراد باليد القوة أو الملك فيكون المعنى أنه إذا قام استولى على جميع العباد وشمل ملكه كل البلاد وبذلك يجمع العقول ويكمل الأخلاق، لزوال أهل