مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٤٨
لك، فمن أقر بذلك وكان يعتقده، صار إلى النعيم الذي لا زوال له.
- وفي تفسير البرهان عن الصادق (عليه السلام) (1) قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه فيقول عبدي فعلت كذا وكذا وعملت كذا وكذا؟ فيقول نعم يا رب قد فعلت ذلك فيقول: قد غفرت لك وأبدلتها حسنات، الخبر.
والصنف الثالث: من الناس هم الذين يسألون عن جميع ما أنعم عليهم قليلا كان أو كثيرا دقيقا كان أو جليلا، حتى الرطب والماء البارد وغيرهما، كما (2) ورد في الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
ولا يغفر لهم ولا يصفح عنهم وهم الذين لم يستجيبوا لله تعالى في أداء شكر تلك النعمة العظيمة، التي هي ولاية الإمام ووجوده (عليه السلام) قال الله عز وجل في سورة الرعد * (للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد) * (3).
- وفي البحار (4) عن العياشي بإسناده عن الصادق (عليه السلام)، في قوله: * (ويخافون سوء الحساب) * قال: الاستقصاء والمداقة وقال: يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات.
أقول: وذلك لكفرهم بنعمة الله العظيمة التي هي السبب في قبول الحسنات.
- والصنف الرابع: هم الذين قال في حقهم سيد الساجدين عليه الصلاة والسلام في خطبة يوم الجمعة (5) واعلموا أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، ولا تنشر لهم الدواوين، وإنما يحشرون إلى النار زمرا (الخ).
ومن تتبع في الأخبار حق التتبع وتدبر فيها حق التدبر، أذعن بهذا التحقيق، والله تبارك وتعالى ولي التوفيق وقد بسطنا الكلام في هذا المقام، مع كونه خارجا عما نحن بصدده أداء لشكر بعض نعمه.

١ - تفسير البرهان: ٣ / ١٧٥ / ح ٥.
٢ - في تفسير البرهان: ٤ / ٥٤ / ح ١٧ و ١٨ و ٢٠.
٣ - سورة الرعد: ١٨.
٤ - بحار الأنوار: ٧ / 266 / ح 27.
5 - الكافي: 75.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»