والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور، قيام يصلون، وهو في وسطهم يعني المهدي كأنه كوكب دري، الخبر.
وفيه (1) من طريق الخاصة في وصف ليلة المعراج أيضا، قال: يا محمد، أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم، فقال: قم أمامك، فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب، والحسن بن علي، والحسين بن علي، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة القائم صلوات الله عليهم أجمعين كأنه الكوكب الدري في وسطهم، الخبر. ويأتي تمامه في الأمر الثالث من الباب الثامن إن شاء الله تعالى.
أقول: قد خص نور مولانا الحجة بمقتضى هذين الحديثين بأمرين: أحدهما إشراقه في الأنوار كالكوكب الدري والوجه في ذلك ظهور نوره أتم وأكمل من سائرهم (عليهم السلام) في عالم الإمكان، وبه ظهور الدين، وشوكة أهل الإيمان، كما يتبين لك إن شاء الله تعالى. وثانيهما، وقوعه في وسط الأنوار، وقد سنح لنا في حكمة ذلك وسره وجوه خمسة:
الأول: أن ذلك دليل الشرف وعامة الرفعة كما هو المشاهد من طريقة الأكابر والأشراف، بل هي الطريقة المستقرة والسيرة المستمرة في جميع الأصناف ألا ترى أن صائغا لو أراد أن يصنع شيئا مكللا بجواهر عديدة نصب أعلاها وأغلاها في وسط سائر الجواهر وهذا دأب كل صانع ماهر.
وحكى في مجمع البيان (2) عن صاحب كتاب العين، أنه قال: الوسط من كل شئ أعدله وأفضله. إنتهى.
وقد ورد في أوصاف نبينا (صلى الله عليه وآله) أنه كان يجلس في وسط أصحابه.
- وفي مكارم الأخلاق (3) عن أبي ذر قال: كان رسول الله يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو، حتى يسأل، الخبر.
ويؤيد ذلك أن الله تعالى جعل البيت المعمور وهو أشرف الأماكن السماوية في وسط