مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١١
المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف يا من حارت في كبرياء هويته دقائق لطائف الأوهام، وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته، ووجلت القلوب من خيفته، رب أنت في الدارين رجائي، جل قدسك عن ثنائي، سبحانك لا أبلغ حمدك، ولا أحصي ثنائك، أنت كما أثنيت على نفسك، وفوق ما يقول القائلون. أحمدك على تظافر نعمائك، وتكاثر آلائك، وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائك، وأفضل أصفيائك محمد وآله المعصومين، حججك وأمنائك، ولا سيما المدخر للانتقام من أعدائك، الذي بفرجه فرج أوليائك. واللعنة الدائمة المضاعفة على أعدائهم وأعدائك.
أما بعد: فيقول العبد المذنب الضعيف الخاطئ المهجور اللهيف الغريق في بحر الأماني محمد تقي ابن العالم الرباني والحبر الصمداني مولاي الميرزا عبد الرزاق الموسوي الأصفهاني عفى الله عن جرائمهما، وجمع الله تعالى بينهما وبين إمامهما.
إن أحق الأمور وأوجبها عقلا وشرعا أداء حق من له حق عليك، ومكافأة من أحسن إليك، ولا ريب أن أعظم الناس حقا علينا (1) وأوفرهم إحسانا إلينا، وأكثرهم مننا ونعما لدينا، من جعل الله تعالى معرفته تمام ديننا، والإذعان له مكمل يقيننا وانتظار فرجه أفضل أعمالنا، وزيارته غاية آمالنا، أعني " صاحب الزمان " وحامل راية العدل والإحسان، وماحي آثار الكفر والطغيان، الذي أمرنا بمتابعته، ونهينا عن تسميته، ثاني عشر الأئمة المعصومين، وخاتم الأوصياء المرضيين، القائم المنتظر الرضي ابن الزكي الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه، وسهل مخرجه، ولا فرق بيننا وبينه في الدنيا والآخرة.
لمؤلفه:

1 - في الكافي عن أبي عبد الله ما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الأمة حقنا، الخبر لمؤلفه.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»