مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٢
في إثبات إمامته (عليه السلام) الباب الثاني في إثبات أن إمام زماننا هو المهدي ابن الزكي الحسن العسكري (عليهما السلام) إعلم ثبتك الله وإيانا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وجمع بيننا وبين الخلف المنتظر من العترة الطاهرة أنه لا طريق إلى إثبات الإمامة إلا النص وظهور المعجزة وذلك لأن من شرط الإمام أن يكون معصوما، وإلا لانتقض الغرض من نصبه، وهو محال، والدليل على وجوب العصمة فيه كثير مذكور في محله، وهي كيفية نفسانية، ومرتبة خفية باطنية، لا يعلمها إلا الله تعالى شأنه ومن ألهمه الله تعالى علم ذلك فالواجب على الله تعالى أن يعينه لعباده إما بالنص عليه على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) أو الإمام السابق عليه، وإما بإجراء المعجزة على يديه، وإذا تعين الإمام من الله فالواجب على الناس أن يرجعوا إليه ويعتمدوا عليه * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) * ويشهد لما ذكرنا الأحاديث المتواترة معنا.
- منها (1) ما رواه الشيخ الثقة الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي (2) في الاحتجاج وهذا الحديث وإن كان طويلا لكنه يشتمل على فوائد جمة وأمور مهمة ويثبت إمامة مولانا بالنص والمعجزة وأنه ليس للأمة في نصب الإمام خيرة فلا غرو أن نذكره بطوله، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل قبوله.
قال رحمه الله تعالى: احتجاج الحجة القائم المنتظر صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه عليهم السلام سعد بن عبد الله القمي الأشعري، قال: بليت بأشد النواصب

١ - الاحتجاج: ٢ / 268 احتجاج الحجة.
2 - إعلم أن الطبرسيين المعروفين في علمائنا الإمامية ثلاثة: أحدهم أحمد بن أبي طالب صاحب كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج، والثاني الشيخ الجليل الأمين فضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان، والثالث ولده الجليل الحسن بن فضل صاحب مكارم الأخلاق. (لمؤلفه).
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»