- فمنها (1) في الصحيح عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) * قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي (2) لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا.
أقول: لعل التعبير عنهم بالأسماء لكونهم أدلاء على الله، وعلامات قدرته وجبروته، كما أن الاسم علامة لصاحبه دال عليه، والله تعالى هو العالم.
- ومنها (3) في الصحيح عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف.
أقول: يشير إلى وجوب إقامة الحجة على الله تعالى، وإن معرفته لا يتم إلا بوجود الإمام، فيجب معرفته على الناس ونصبه على الله.
- ومنها في الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة (عليهم السلام) وصفاتهم: إن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه، فمن عرف من أمة محمد (صلى الله عليه وآله) واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه، وعلم فضل طلاوة إسلامه، لأن الله تبارك وتعالى نصب الإمام علما لخلقه، وجعله حجة على أهل مواده وعالمه، ألبسه الله تاج الوقار، وغشاه من نور الجبار، يمد بسبب إلى السماء لا يقطع عنه مواده، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى، ومعميات السنن، ومشبهات الفتن، فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين (عليه السلام) من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك، ويجتبيهم ويرضى بهم لخلقه، ويرتضيهم كلما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بينا، وهاديا نيرا وإماما قيما، وحجة عالما أئمة من الله * (يهدون بالحق وبه يعدلون) * حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه، يدين بهديهم العباد، وتستهل بنورهم البلاد، وينمو ببركتهم التلاد، جعلهم الله حياة للأنام، ومصابيح للظلام، ومفاتيح للكلام، ودعائم للإسلام، جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها، فالإمام هو