مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٢
بنفسي من من هجره أنا ضائل * ومن للواء الفتح والنصر حامل بنفسي إماما قائما غاب شخصه * وليس له في العالمين مماثل بنفسي من يحيي شريعة جده * ويقضي بحكم لم يرمه الأوائل ويجتث أصل الظالمين وفرعهم * ويحيى به رسم العلى والفضائل فيا رب عجل في ظهور إمامنا * وهذا دعاء للبرية شامل وحيث إنا لا نقدر على أداء حقوقه على التحقيق، وشكر وجوده وجوده كما يليق، وجب علينا الاستباق إلى الميسور، فإنه لا يسقط بالمعسور، وأفضل الأمور في زمان غيبته انتظار فرجه، والدعاء له، والمسابقة إلى ما يسره، ويزلف لديه ويتقرب به إليه.
وقد ذكرت في الباب الثامن من كتاب أبواب الجنات في آداب الجمعات نيفا وثمانين فائدة من الفوائد الدنيوية والأخروية المترتبة على الدعاء لفرجه صلوات الله عليه.
سبب تأليف الكتاب: رؤية الإمام (عليه السلام) في المنام وأمره ثم سنح لي أن أفرد لذلك كتابا يشتمل على تلك الفوائد، وينظم فيه تلك الفرائد، فعاقني عن ذلك نوائب الزمان، وتوارد الأحزان، حتى تجلى لي في المنام من لا أقدر على وصفه بالقلم والكلام أعني مولاي وإمامي المنتظر، وحبيب قلبي المنكسر.
وقال لي ببيان أبهج من وصل الحبيب، وأهيج من صوت العندليب، ما لفظه: " أين كتابرا بنويس وعربي هم بنويس ونام اورا بگذار مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ".
فانتبهت كالعطشان، وأسفت أسف اللهفان، وعزمت إطاعة أمره الأعلى وقلت كلمة الله هي العليا، ثم لم يساعدني التوفيق حتى سافرت في العام الماضي (1330 ه‍ ش) وهي السنة المتممة للثلاثين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة إلى البيت العتيق، ولما تآطم هنالك الوباء، وتلاطم اللأواء عاهدت الله جل جلاله وعم نواله أن يخلصني من المهالك، ويسهل لي إلى وطني المسالك، أشرع في تصنيف ذلك فمن علي بالسلامة مما كنت أخاف، وكم له لدي من المواهب والألطاف، فشرعت فيه امتثالا لقوله عز من قائل: * (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) * وقوله المطاع الأعلى * (أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) *.
فدونك كتابا * (كجنة عالية قطوفها دانية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية، لها أبواب ثمانية، لنجعلها لكم تذكرة، وتعيها أذن واعية) * ونختمه بخاتمة فوائدها دائمة * (لا يصدعون عنها ولا ينزفون) * ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ولمثل هذا فليعمل العاملون.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»