إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٩٢
ومن رأى عبد المطلب أن يبطل الرؤيا التي رآها في البئر ويضرب السيوف مفاتيح للبيت فأتاه الله بالنوم فغشيه في حجر الكعبة فرأى ذلك الرجل بعينه وهو يقول: يا شيبة الحمد احمد ربك فإنه سيجعلك لسان الأرض ويتبعك قريش خوفا ورهبة وطمعا، ضع السيوف في مواضعها، فاستيقظ عبد المطلب فأجابه أن يأتيني في النوم فإن يكن من ربي فهو أحب إلي وإن يكن من شيطان فأظنه مقطوع الذنب فلم ير شيئا ولم يسمع كلاما، فلما أن كان الليل أتاه في منامه بعدة من رجال وصبيان فقالوا: نحن أتباع ولدك ونحن من سكان السماء السادسة، السيوف ليست لك فتزوج في مخزوم تقوي واضرب بعد في بطون العرب، فإن لم يكن معك مال فلك حسب فادفع هذه الثلاثة عشر سيفا إلى ولد المخزومية ولا يبال لك أكثر من هذا، وسيف لك من هذا واحد يقع من يدك فلا تجد له أثرا إلا أن يسجنه جبل كذا وكذا فيكون من أشراط قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فانتبه عبد المطلب وانطلق والسيوف على رقبته فأتى ناحية من نواحي مكة ففقد منها سيفا كان أرقها عنده فيظهر من ثم، ثم دخل معتمرا فطاف بها على رقبته والغزالين أحد عشر طوافا وقريش تنظر إليه وهو يقول: اللهم صدق وعدك فاثبت لي قولي وانشر ذكري وشد عضدي، وكان هذا ترداد كلامه وما طاف حول البيت بعد رؤياه في البئر ببيت شعر حتى مات، ولكن قد ارتجز على بنيه يوم أراد نحر عبد الله فدفع الأسياف جميعها إلى بني المخزومية إلى الزبير وإلى أبي طالب وإلى عبد الله فصار لأبي طالب من ذلك أربعة أسياف سيف لأبي طالب وسيف لعلي وسيف لجعفر وسيف لطالب، وكان للزبير سيفان وكان لعبد الله سيفان ثم عادت فصار لعلي الأربعة الباقية اثنتين من فاطمة واثنتين من أولادها فطاح سيف جعفر يوم أصيب فلم يدر في يد من وقع حتى الساعة، ونحن نقول لا يقع سيف من أسيافها في يد غيرنا إلا رجل يعين به معنا إلا صار فحما قال: وإن لواحد في ناحية يخرج كما تخرج الحية فيبين منه ذراع وما يشبهه فتبرق له الأرض مرارا ثم يغيب فإذا كان الليل فعل مثل ذلك فهذا دأبه حتى يجئ صاحبه ولو شئت أن أسمي مكانه لسميته ولكن أخاف عليكم من أن أسميه فتسموه فينسب إلى غير ما هو عليه (1).

١ - الكافي: ٤ / ٢٢٠ ح ٧ وبحار الأنوار: ١٥ / 167 ح 96 باب 1.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»