أين لكم هذا المذهب ومن أوصله إليكم؟ قالوا: أبو ذر الغفاري (رحمه الله) حين نفاه عثمان إلى الشام ونفاه معاوية إلى أرضنا هذه فعمتنا بركته، فلما أصبحت طلبت منهم اللحوق بالقافلة فجهزوا معي رجلين ألحقاني بها بعد أن صرحت لهم بمذهبي، فقلت له: يا سيدي هل يحج الإمام في كل مدة بعد مدة؟ قال لي: يا بن فاضل الدنيا خطوة مؤمن، فكيف بمن لم تقم الدنيا إلا بوجوده ووجود آبائه، نعم يحج في كل عام ويزور آباءه في المدينة والعراق والطوس على مشرفها السلام ويرجع إلى أرضنا هذه، ثم إن السيد شمس الدين حث علي بعدم التأخير بالرجوع إلى العراق وعدم الإقامة في بلاد المغرب، وذكر لي أن دراهمهم مكتوب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله محمد بن الحسن القائم بأمر الله، وأعطاني السيد منها خمسة دراهم وهي محفوظة عندي للبركة، ثم إنه - سلمه الله - وجهني مع المراكب التي أتيت معها إلى أن وصلنا إلى تلك البلدة التي أول ما دخلتها من أرض البربر وكان قد أعطاني حنطة وشعيرا فبعتها في تلك البلدة بمائة وأربعين دينارا ذهبا من معاملة بلاد المغرب، ولم أجعل طريقي على الأندلس امتثالا لأمر السيد شمس الدين أطال الله بقاه، وسافرت منها مع الغربي إلى مكة شرفها الله تعالى وحججت وجئت إلى العراق وأريد المجاورة في الغري على مشرفيه السلام حتى الممات.
قال الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني: ولم أر لعلماء الإمامية ذكرا سوى خمسة: السيد مرتضى الموسوي والشيخ أبي جعفر الطوسي ومحمد بن يعقوب الكليني وابن بابويه والشيخ أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلي.
هذا آخر ما سمعته من الشيخ الصالح النقي والفاضل الزكي علي بن فاضل المذكور أدام الله إفضاله وأكثر من علماء الدهر وأتقيائه أمثاله والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على خير خلقه سيد البرية محمد وعلى آله الطاهرين المعصومين وسلم تسليما كثيرا كثيرا (1).