ثم أقوم أنا فأشكو إلى جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما فعل المنصور بي ثم يقوم ابني موسى فيشكو إلى جده رسول الله ما فعل به الرشيد ثم يقوم علي بن موسى إلى جده رسول الله فيشكو ما فعل به المأمون ثم يقوم علي بن محمد فيشكو إلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما فعل به المتوكل ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو إلى جده رسول الله ما فعل به المعتز ثم يقوم المهدي سمي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه قميص رسول الله مضرجا بدم رسول الله يوم شج جبينه وكسر رباعيته والملائكة تحفه حتى يقف بين يدي جده رسول الله فيقول: يا جداه وصفتني ودللت علي ونسبتني وسميتني وكنيتني فجحدتني الأمة وتمردت وقالت:
ما ولد ولا كان وأين هو؟ ومتى كان؟ وأين يكون؟ وقد مات ولم يعقب، ولو كان صحيحا ما أخره الله تعالى إلى هذا الوقت المعلوم فصرت محتسبا وقد أذن الله لي فيها بإذنه يا جداه، فيقول رسول الله: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ويقول * (جاء نصر الله والفتح) * (1) وحق قول الله سبحانه وتعالى * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) * (2) ويقرأ * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا) * (3)، فقال المفضل: يا مولاي أي ذنب كان لرسول الله؟ فقال الصادق (عليه السلام): يا مفضل إن رسول الله قال: اللهم حملني ذنوب شيعة أخي وأولادي الأوصياء ما تقدم منها وما تأخر إلى يوم القيامة ولا تفضحني بين النبيين والمرسلين من شيعتنا فحمله الله إياها وغفر جميعها.
قال المفضل: فبكيت بكاء طويلا وقلت: يا سيدي هذا بفضل الله علينا فيكم، قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل ما هو إلا أنت وأمثالك، بلى يا مفضل لا تحدث بهذا الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا فيتكلمون على هذا الفصل ويتركون العمل فلا نغني عنهم من الله شيئا لأنا كما قال الله تعالى فينا * (لا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) * (4).