إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٣٣
بكى وبكى أهل السماوات والأرض لبكائه وتصرخ فاطمة فتزلزل الأرض ومن عليها ويقف أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن عن يمينه وفاطمة عن شماله ويقبل الحسين فيضمه رسول الله إلى صدره ويقول: يا حسين فديتك، قرت عيناك وعيناي فيك، وعن يمين الحسين (عليه السلام) حمزة أسد الله في أرضه وعن شماله جعفر بن أبي طالب الطيار ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهن صارخات وأمه فاطمة تقول * (هذا يومكم الذي كنتم توعدون) * (1) * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) * (2).
قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: لا قرت عين لا تبكي عند هذا الذكر قال: فبكى المفضل بكاء طويلا ثم قال: يا مولاي ما في الدموع يا مولاي؟ فقال: ما لا يحصى إذا كان من حق، ثم قال المفضل ما تقول في قوله تعالى: * (وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) * (3).
قال: يا مفضل والموؤودة والله محسن لأنه منا لا غير فمن قال غير هذا فكذبوه.
قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا؟
قال الصادق (عليه السلام): تقوم فاطمة بنت رسول الله فتقول: اللهم انجز وعدك وموعدك لي فيمن ظلمني وغصبني وضربني وجزعني بكل أولادي، فتبكيها ملائكة السماوات السبع وحملة العرش وسكان الهواء ومن في الدنيا ومن تحت أطباق الثرى صائحين صارخين إلى الله تعالى فلا يبقى أحد ممن قاتلنا وظلمنا ورضي بما جرى علينا إلا قتل في ذلك اليوم ألف قتلة دون من قتل في سبيل الله فإنه لا يذوق الموت وهو كما قال الله عز وجل: * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * (4) قال المفضل:
يا مولاي إن من شيعتكم من لا يقول برجعتكم، فقال (عليه السلام): أما سمعوا قول جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن ساير الأئمة يقول: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر، قال

(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»