فيرجع إليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤوسهم يبكون ويتضرعون ويقولون: يا مهدي آل محمد التوبة التوبة فيعظهم وينذرهم ويحذرهم ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير فيثبون عليه بعده فيقتلونه فيرد إليهم أنصاره من الجن والنقباء يقول لهم ارجعوا فلا تبقوا منهم بشرا إلا من، آمن فلولا أن رحمة ربكم وسعت كل شئ وأنا تلك الرحمة لرجعت إليهم معكم فقد قطعوا الأعذار بينهم وبين الله وبيني فيرجعون إليهم فوالله لا يسلم من المائة منهم واحد لا والله ولا من ألف واحد.
قال المفضل: قلت يا سيدي فأين يكون دار المهدي ومجتمع المؤمنين؟
قال: دار ملكه الكوفة ومجلس حكمه جامعها وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة وموضع خلواته الدكوات البيض من الغريين.
قال المفضل: يا مولاي كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟
قال (عليه السلام): إي والله لا يبقى إلا كان أو حواليها وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم، إي والله ليودن أكثر الناس إنه اشترى شبرا من أرض السبع بشبر من ذهب، والسبع خطة من خطط همدان وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا وليجاورن قصورها قصور كربلاء وليصيرن الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكونن لها شأن من الشأن وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة، ثم تنفس أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: يا مفضل إن بقاع الأرض تفاخرت ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء فأوحى الله إليها أن اسكتي كعبة الحرام ولا تفتخري على كربلاء فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة وإنها الربوة التي أويت إليها مريم والمسيح إنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين (عليه السلام) وفيها غسلت مريم أو عيسى واغتسلت من ولادتها وإنها خير بقعة عرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منها وقت غيبته وليكونن لشيعتنا فيها حيرة إلى ظهور قائمنا.
قال المفضل: يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين؟ قال: إلى مدينة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين.
قال المفضل: يا سيدي ما هو ذاك؟