إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٠٣
زهرتان الزهرة الأولى في الدر النظيم عن الجارود بن منذر العبدي وكان نصرانيا، أسلم عام الحديبية وأنشد في رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أنبأ الأولون باسمك فينا * وبأسماء أوصياء كرام فقال رسول الله: أفيكم من يعرف قس بن ساعدة الأيادي؟ فقال الجارود: كلنا نعرف يا رسول الله، غير أني من بينهم عارف بخبره، واقف على أثره. فقال سلمان: أخبرنا؟ فقال: يا رسول الله لقد شهدت قسا وقد خرج من ناد من أندية أياد إلى ضحضح ذي قتاد وسمر وعتاد، وهو مشتمل بنجاد، فوقف في أصحيان ليل كالشمس، رافعا في السماء وجهه وإصبعه، فدنوت منه فسمعته يقول: اللهم رب السماوات الأرفعة والأرضين الممرعة، بحق محمد والثلاثة المحاميد معه والعليين الأربعة، وفاطمة والحسنين الابرعة، وجعفر وموسى التبعة، وسمي الكليم الضرعة، أولئك النقباء الشفعة، والطريق المهيعة، درسة الأناجيل ونفاة الأباطيل والصادقو القيل، عدد النقباء من بني إسرائيل، فهم أول البداية وعليهم تقوم الساعة، وبهم تنال الشفاعة، ولهم من الله فرض الطاعة، إسقنا غيثا مغيثا، ثم قال: ليتني أدركهم ولو بعد لأي (1) من عمري ومحياي، ثم أنشأ يقول:
أقسم قس قسما * ليس به مكتتما لو عاش ألفي سنة * لم يلق منها سأما حتى يلاقي أحمدا * والنجباء الحكما هم أوصياء أحمد * أفضل من تحت السما يعمي الأنام عنهم * وهم ضياء للعمى لست بناس ذكرهم * حتى أحل الرجما قال الجارود: فقلت: يا رسول الله أنبئني أنبأك الله بخبر هذه الأسماء التي لم نشهدها وأشهدنا قس ذكرها؟ فقال رسول الله: يا جارود ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله عز وجل

1 - في الصحاح: يقال فعل ذلك بعد لأي، أي: بعد شدة وإبطاء.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»