إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٠١
وحجة الله على خلقه، ينصبه لهم علما عند اقتراب أجله، هو باب الله فمن أتى الله من غير الباب ضل، يقبضه الله وقد خلف في أمته عمودا بعد أن يبين لهم، يقول بقوله فيهم ويبينه لهم، هو القائم من بعده والإمام والخليفة في أمته، فلا يزال مبغضا محسودا مخذولا ومن حقه ممنوعا، لأحقاد في القلوب وضغاين في الصدور ولعلو مرتبته وعظم منزلته وعلمه وحلمه، وهو وارث العلم ومفسره، مسؤول غير سائل، عالم غير جاهل، كريم غير لئيم، كرار غير فرار، لا تأخذه في الله لومة لائم، يقبضه الله عز وجل شهيدا بالسيف مقتولا هو (1) يتولى قبض روحه، ويدفن في الموضع المعروف بالغري، يجمع الله بينه وبين النبي (صلى الله عليه وآله).
ثم القائم من بعده ابنه الحسن سيد الشباب وزين الفتيان، يقتل مسموما، يدفن بأرض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع، ثم يكون بعده الحسين (عليه السلام) إمام عدل يضرب بالسيف ويقري الضيف، يقتل بالسيف على شاطئ الفرات في الأيام الزاكيات، يقتله بنو الطوامث والبغيات، يدفن بكربلا، قبره للناس نور وضياء وعلم، ثم يكون القائم من بعده ابنه سيد العابدين وسراج المؤمنين، يموت موتا، يدفن في أرض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع، ثم يكون الإمام القائم بعده المحمود فعاله محمد باقر العلم ومعدنه وناشره ومفسره، يموت موتا يدفن بالبقيع من أرض طيبة، ثم يكون الإمام جعفر، وهو الصادق وبالحكمة ناطق، مظهر كل معجزة وسراج الأمة، يموت موتا بأرض طيبة، موضع قبره بالبقيع.
ثم الإمام بعده المختلف دفنه، سمي المناجي ربه موسى بن جعفر يقتل بالسم في محبسه، يدفن في الأرض المعروفة بالزوراء، ثم القائم بعده ابنه الإمام علي الرضا المرتضى لدين الله إمام الحق، يقتل بالسم في أرض العجم، ثم القائم الإمام بعده ابنه محمد، يموت موتا، يدفن بالأرض المعروفة بالزوراء ثم القائم بعده ابنه علي لله ناصر ويموت موتا ويدفن في المدينة المحدثة، ثم القائم بعده ابنه الحسن وارث علم النبوة ومعدن الحكمة، يستضاء به من الظلم، يموت موتا يدفن في المدينة المحدثة.
ثم المنتظر بعده اسمه اسم النبي يأمر بالعدل ويفعله وينهى عن المنكر ويجتنبه، يكشف الله به الظلم ويجلو به الشك والعمى، ويرعى الذئب في أيامه مع الغنم، ويرضى عنه ساكن السماء والطير في الجو والحيتان في البحار، يا له من عبد ما أكرمه على الله، طوبى لمن

1 - يعني الله عز وجل كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) راجع
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»