إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٧٥
قصيدة لمولاي الرضا (عليه السلام) أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات قال: قال لي الرضا: أفلا الحق البيتين بقصيدتك؟ قلت: بلى يا بن رسول الله، فقال (عليه السلام):
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد في الأحشاء بالحرقات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات قال دعبل: ثم قرأت بواقي القصيدة عنده فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة واقع * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا (عليه السلام) بكاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك، أتعرف من هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟ قلت: لا إلا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطا وعدلا.
فقال: إن الإمام بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت (1).
وفي عيون أخبار الرضا (عليه السلام) من طرق الشيعة هكذا، إلا أن فيه: لقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي عن النبي قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال: مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في الأرض لا تأتيكم إلا بغتة (2).
أقول: ولما انجر الكلام إلى هذا فلا ضير أن نذكر بقية حال دعبل من بركة هذه القصيدة فتكون على بصيرة من أمرك.
في إكمال الدين: نهض الرضا (عليه السلام) بعد فراغ دعبل من إنشاده القصيدة، وأمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار، فلما كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضوية، فقال له:
يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك. فقال: والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ يصل إلي، ورد الصرة وسأل ثوبا من ثياب الرضا (عليه السلام) ليتبرك به ويتشرف، وأنفذ إليه

1 - ينابيع المودة: 3 / 309 وفرائد السمطين: 2 / 337 ح 591.
2 - عيون أخبار الرضا: 265 - 266 ح 34 باب 66.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»