إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٧٧
نعالجها ونجتهد ولا نرى أن تسلم، فاغتم لذلك غما شديدا وجزع عليها جزعا عظيما، ثم إنه ذكر ما معه من فضلة الجبة فمسحها على عيني الجارية وعصبها بعصابة من أول الليل فأصبحت وعيناها أصح مما كانت، وكأنه ليس لها أثر رمد قط ببركة مولانا أبي الحسن الرضا (عليه السلام) (1).
وفي العيون عن علي بن دعبل الخزاعي، يقول: لما أن حضر أبي الوفاة تغير لونه وانعقد لسانه واسود وجهه فكدت الرجوع من مذهبه، فرأيته بعد ثلاث فيما يرى النائم وعليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء فقلت: يا أبه ما فعل الله بك؟ فقال: يا بني إن الذي رأيته من اسوداد وجهي وانعقاد لساني كان من شرب الخمر في دار الدنيا، ولم أزل كذلك حتى لقيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء فقال لي: أنت دعبل؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال:
فأنشدني قولك في أولادي فأنشدته قولي:
لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت * وآل أحمد مظلومون قد قهروا مشردون نفوا عن عقر دارهم * كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر قال: فقال لي: أحسنت فشفع وأعطاني ثيابه وها هي وأشار إلى ثياب بدنه (2).
وفي العيون: سمعت أبا نصر بن الحسن الكرخي الكاتب يقول: رأيت على قبر دعبل بن علي الخزاعي: أعد الله يوم يلقاه دعبل، أن لا إله إلا هو يقولها مخلصا عساه بها يرحمه في القيامة الله، الله مولاه والرسول ومن بعدهما فالوصي مولاه (3).

1 - كمال الدين: 376 ح 7 باب 35.
2 - عيون أخبار الرضا: 266 ح 36 باب 66 خبر دعبل.
3 - عيون أخبار الرضا: 267 ح 37.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»