إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٧٤
الضلالة والمسمين بأسمائهم وقبايلهم، فإذا مر بك فاخرج إليه فبايعه وقاتل معه عدوه فإن الجهاد معه كالجهاد مع محمد، والموالي له كالموالي لمحمد والمعادي له كالمعادي لمحمد.
وفي هذا الكتاب اثنا عشر إماما من أئمة الضلالة من قريش من قومه، يعادون أهل بيته ويمنعونهم حقهم ويقتلونهم ويطردونهم ويحرمونهم ويخنقونهم، مسمين واحدا واحدا بأسمائهم ونعتهم، وكم يملك كل رجل منهم وما يلقى من قومه ولدك وأنصارك وشيعتك من القتل والخوف والبلاء، وكيف يديلكم منهم ومن أوليائهم وأنصارهم، وما يلقون من الذل والخزي والقتل والخوف منكم أهل البيت.
ثم قال: ابسط يدك يا أمير المؤمنين أبايعك، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وأشهد أنك وصيه وخليفته في بيعته وشاهده على خلقه وحجته في أرضه، وأن الإسلام دين الله الذي اصطفاه لنفسه ورضيه لأوليائه، وأنه دين عيسى ومن كان قبله من أنبياء الله ورسله، وهو الدين الذي دان به من مضى من آبائي، وإني أتولاك وأتولى أولياءك وأبرأ من أعدائك، وأتولى الأئمة من ولدك وأبرأ من عدوهم وممن خالفهم وبرئ منهم، وادعى حقهم وظلمهم من الأولين والآخرين، فتناول يد أمير المؤمنين (عليه السلام) فبايعه، ثم قال له أمير المؤمنين: أرني كتابك فناوله إياه فقال لرجل من أصحابه: قم مع الرجل فانظر ترجمانا يفهم كلامه فلينسخه لك بالعربية، فلما انتسخه، أتاه به فقال للحسن: يا بني ايتني بالكتاب الذي دفعته إليك، واقرأ أنت يا بني وانظر أنت يا فلان في نسخة هذا الكتاب فإنه خطي وإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقرأه فما خالف حرفا واحدا فكأنه إملاء رجل واحد، فحمد الله أمير المؤمنين وقال: الحمد لله الذي لو شاء لم تختلف الأمة ولم تفترق، والحمد لله الذي لم ينسني ولم يضع أمري ولم يخمد (1) ذكري عنده وعند أوليائه، إذ صغر وخمل عند أولياء الشيطان [و] حزبه (2). انتهى (3).
وفي الينابيع عن الحمويني الشافعي في فرائد السمطين عن دعبل الخزاعي: أنشدت

١ - في المصدر: يخمل ذكري.
٢ - في المصدر: إذ صغر وخمل ذكر أولياء الشيطان وحزبه.
٣ - بطوله في: كتاب سليم بن قيس: ٢٥٢، والخرائج: 2 / 744.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»