إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٨٦
الأرض، هؤلاء أوصيائي وخلفائي وأئمة المسلمين وموالي المؤمنين (1).
(وفيه): لما مات أبو بكر وبويع عمر وعلي جالس ناحية، إذ أقبل يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبيهم، فطأطأ عمر رأسه، فأعاد عليه القول فقال له عمر: ولم ذلك؟ فقال: إني جئت مرتاد النفس، شاكا في ديني أريد الحجة وأطلب البرهان. فقال له عمر: دونك هذا الشاب، وأشار إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام). فقال الغلام: ومن هذا؟ قال عمر: هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وأبو الحسن وأبو الحسين ابني رسول الله، وزوج فاطمة بنت رسول الله، وأعلم الناس بالكتاب والسنة. قال: فقام الغلام إلى علي (عليه السلام) فقال: أنت كذلك؟ فقال (عليه السلام) له: نعم.
قال الغلام: أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة، فتبسم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا هاروني ما منعك أن تقول عن سبع؟ فقال: أريد أن أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألتك عما بعدهن، وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم علم. قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فإني أسألك بالإله الذي تعبده لأن أجبتك عن ما تسألني لتدعن دينك ولتدخلن في ديني. قال: ما جئت إلا لذلك. قال: فسل. قال: فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض، أي قطرة دم هي؟ وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟ وأول شجرة اهتزت على وجه الأرض أي شجرة هي؟
فقال (عليه السلام): يا هاروني أما أنتم فتقولون: أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض حيث قتل أحد ابني آدم، وليس كذلك ولكنه حيث طمثت حواء، وذلك قبل أن تلد ابنيها. وأما أنتم فتقولون: أول عين فاضت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس، وليس هو كذلك ولكنها عين الحياة التي وقف عليها موسى وفتاه ومعهما النون المالح، فسقط فيها فحيي وهذا الماء لا يصيب ميتا إلا وحيي. وأما أنتم فتقولون: أول شجرة اهتزت على وجه الأرض الشجرة التي كانت منها سفينة نوح، وليس كذلك ولكنها النخلة التي أهبطت من الجنة، وهي العجوة، ومنها تفرع كلما ترى من أنواع النخل.
فقال: صدقت والله الذي لا إله إلا هو، إني لأجد هذا في كتب أبي هارون، كتابته بيده

1 - أعلام الورى: 399 الفصل الثاني من النص عليهم.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»