إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٦٣
عن بصائر الدرجات عن أبي عبيدة الحذاء قال: كنا زمان أبي جعفر (عليه السلام) مضى حين نردد كالغنم لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال: يا أبا عبيدة من إمامك؟ قال: قلت:
أئمتي آل محمد (صلى الله عليه وآله). قال: هلكت وأهلكت أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر وهو يقول: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية. قلت: بلى لعمري لقد كان ذلك.
ثم بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبد الله فرزق الله لنا المعرفة فدخلت عليه فقلت له: لقيت سالما فقال لي كذا وكذا وقلت له كذا وكذا. فقال أبو عبد الله: يا ويل لسالم ثلاث مرات أما يدري سالم ما منزلة الإمام، الإمام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعين، يا أبا عبيدة إنه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله، ويسير بمثل سيرته ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه، يا أبا عبيدة إنه لم يمنع الله ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضله ما أعطى، ثم قال: * (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) *. قال:
قلت: ما أعطاه الله جعلت فداك؟ قال: نعم يا أبا عبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل الناس البينة (1).
الآية الحادية عشرة: قوله تعالى في سورة الواقعة * (السابقون السابقون أولئك المقربون) * (2).
في الدمعة عن غيبة النعماني عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): جعلت فداك أخبرني عن قول الله عز وجل * (السابقون السابقون. أولئك المقربون) * قال: نطق الله بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق، وقبل أن يخلق الخلق بألفي عام.
فقلت: فسر لي ذلك؟ فقال: إن الله جل وعز لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع لهم نارا فقال ادخلوها فكان أول من دخلها محمد (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن والحسين وتسعة من الأئمة، إمام بعد إمام ثم أتبعهم بشيعتهم، فهم والله السابقون (3).
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى في سورة الصف * (فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) * (4).

١ - بصائر الدرجات: ٥٠٩ باب النوادر ح ١١ و ١٥.
٢ - الواقعة: ١٠ - ١١.
٣ - غيبة النعماني: ٩٠ ح ٢٠.
٤ - الصف: ١٤.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»