إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٦٩
الأموية لزيادتهم على اثني عشر ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز (رحمه الله)، ولكونهم عين بني هاشم لأن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: كلهم من بني هاشم، لأن النبي في رواية عبد الملك عن جابر وإخفاء صوته في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم.
ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ولقلة رعايتهم [يؤيد ذلك هذه] الآية * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * (1) وحديث الكساء، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله، وكانت علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم صلوات الله عليه وعليهم وبالوراثة واللدنية (2).
في الينابيع عن النبي (صلى الله عليه وآله): من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن أنكر نزول عيسى فقد كفر، ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر (3).
(وفيه) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر، أولهم علي وآخرهم ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلف المهدي، وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب (4).
(وفيه) عن فرائد السمطين عن مجاهد عن ابن عباس قال: قدم يهودي يقال له نعثل فقال: يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك، قال (صلى الله عليه وآله): سل يا أبا عمارة. فقال: يا محمد صف لي ربك؟ فقال (صلى الله عليه وآله): لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار أن تحيط به، جل وعلا عما يصفه الواصفون، ناء في قربه وقريب في نأيه، هو كيف الكيف وأين الأين فلا يقال له أين هو، وهو منقطع الكيفية والدينونية، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

١ - الشورى: ٢٣.
2 - ينابيع المودة: 3 / 292 ح.
3 - ينابيع المودة: 3 / 295.
4 - المصدر السابق، وفرائد السمطين: 4 / 332 ح 585.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»