ولو قيل بأن تسليم ذلك لا يصلح أن يكون حجة على الإمامة ودليلا لأن دعواه للإمامة لم يكن مقرونا بالمعجزة، ولا استند إلى إثباتها بذلك، غاية ما في الباب إنه ادعى الإمامة وظهرت منه المعاجز.
فرده أما على مذهب الإمامية وما وصل إليهم من الأخبار الموثقة من الرواة الذي جرى توثيقهم في السنة من أهل السنة والشيعة مما هم مذكورون في ميزان الاعتدال في معرفة الرجال إنه ادعى الإمامة وأظهر المعجزة وبذلك وردت جملة من النصوص {كمنازعته مع أبي بكر بعد موت النبي (ص) وتوافقا على الرواح إلى قبر النبي (ص)، فلما ذهبا إليه سمع أبو بكر صوت النبي بل رأى شخصه بدعاء علي (ع) وهو يقول (علي مني بمنزلة هارون من موسى، اللهم وآل من والاه)، فذهب وهو يقول سحر بني هاشم ورب الكعبة}... الخبر، وكذا منازعته مع العباس في ميراث النبي (ص) وغير ذلك.
وأما مذهب أهل السنة فظهور المعجزة وإن لم تكن مقرونة بدعوى الإمامة إلا إنه بعد عدم إنكار صدور المعاجز منه يقضي صدورها بمزيد الفضيلة على المخلوقين وتميزه على من سواه، والمميز من البشر العالي عليهم أحق بالأمر من غيره، فإن علو المراتب بحسب القابلية وهو ظاهر.
الدليل السادس: - (وهو من الأدلة العقلية) الإمام معصوم السادس من الأدلة العقلية: - إن الإمام المنصوب للرعية لا بد وأن يكون معصوما من الخطأ والزلل، والعلم بعصمته لا تمكن ولا تأتى لغير