الإمامية بمقدمات خيلها لديهم إنها دينية فظلوا وأضلوا وشاركوا أهل الكتاب في الكفر ".
ويا ليت شعري كيف تجديهم هذه الخرافات وتفيدهم هاتيك المغالطات فها نحن نرد الأولى بأن العقل والنقل يقضيان بحرمة الرسول، وإن هتك حرمته فسق بل كفر، ولا ريب بأن ترك تجهيزه يقضي بهتك الحرمة فلا عذر لهم في ذلك، بل لو تخلف واحد منهم استحق الملامة والذم والعذاب فكيف بجلهم فإن ذلك حرام من جهتين من الإخلال بالمودة التي أمروا بها، ومن عدم الاحترام، ومقالة أكثرهم إن ذلك لحفظ بيضة الإسلام فيه إن فعل ما هو حرام لاحتمال المصلحة المظنونة لعله خلاف الشريعة، ولو سلمنا إن الضرر المحتمل يلزم دفعه نقول أي دليل قضى بأن حفظ البيضة يزيل حرمة الهتك؟
كيف وهو بيضة الإسلام؟ ففي ترك حرمته هتك بيضة الإسلام فما فروا منه وقعوا فيه كما لا يخفى.
ونمنع الثانية بأن الارتداد المذكور والتشويش الذي يخشى منه على بيضة الإسلام لو كان لبان، والحال إنه لم يذكره مؤرخ ولا سمعناه من ذي سيرة، ولا وقفنا على جهة من الإعراب إلا ما صدر بعد الخلافة بمدة في عهد الأول من واقعة مالك بن نويرة وهي لعمري إن لم تكن مثلبة فما كادت لتكون منقبة فراجع السير وتعرف الواقعة تعرف إن مالكا وأصحابه لم يخلعوا طاعة ولا فارقوا الجماعة، وإن ما صدر من خالد بن الوليد معهم كان ظلما وعدوانا، ولا ينبئك مثل خبير، وعند الله تجتمع الخصوم، والحاصل لم يبلغنا ارتداد أحد ولا محاصرة المدينة ولو كان فزمان التجهيز كان بحيث أنه لولا تركه لاختل أمر الدين مما لا يتفوه به عاقل، وهو بهذا القصد على إن من ارتد على فرضه إن لم يأت وينازع