ناشدتكما الله وصحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعن علي عليه السلام أن يهوديا جاء إلى الني صلى الله عليه وآله وسلم، فقام بين يديه، وجعل يحد النظر إليه، فقال: يا يهودي ما حاجتك، فقال أنت أفضل أم موسى فقال له: إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه، ولكن قال الله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) إن آدم لما أصابته خطيئته التي تاب منها كانت توبته (اللهم إني أسألك بمحمد وآل محمد لما غفرت لي)، فغفر له (1).
وعن علي عليه السلام أنه بعد دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام عند قبره الشريف، فقال مخاطبا له: طبت حيا وطبت ميتا، انقطع عنا بموتك ما لم ينقطع بموت أحد سواك من النبوة والأنباء، وأخبار السماء، (والحديث طويل) إلى أن قال: بأبي أنت وأمي اذكرنا عند ربك، واجعلنا من بالك وهمك.
ونقل الشيخ عبد الحميد أن معاوية سأل عقيلا عن علي عليه السلام، فقال له عقيل:
يا معاوية جاءته زقاق عسل من اليمن، فأخذ الحسين منها رطلا واشترى إداما لخبزه، فلما جاء علي ليقسمها قال: يا (قنبر) أظن أنه قد حدث بهذا حدث قال: نعم، وأخبره بقصة الحسين عليه السلام فغضب، وقال علي (بحسين) فرفع الدرة عليه، وقال: بعمي (جعفر)، (وكان إذا سئل بحق جعفر سكن)، فأجابه (الحسين) بما أجاب.
ونقل الشيخ عبد الحميد أن رجلا وفد من مصر، فاستعاذ بعمر.
وكيف كان فقد بان أن من توسل إلى الله (بمعظم) من: قرآن، أو نبي، أو عبد صالح، أو مكان شريف، أو بغير ذلك، فلا بأس عليه، بل كان آتيا بما هو أولى وأفضل.
ولا بأس بالتوسط بحق المخلوقات، فأن للمولى على عبده حق المالكية، وللعبد حق المملوكية، وللخادم حق الخدمة، وللأرحام حق الرحم، وللصديق حق الصداقة، وللجار حق الجوار، وللصاحب حق الصحبة، فالحق عبارة عن الرابطة بأي نحو اتفقت، وعلى أي جهة كانت.
وعلى ذلك جرت عادة السلف من أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا، لا ينكره أحد من المسلمين، والدعوات، والمواعظ مشتملة عليه، والاجماع منعقد عليه، فلم يبق في المقام إشكال، ولا بقي محل للقيل والقال، والله ولي التوفيق، وهو أرحم الراحمين.